سياسة اقتصادية واجتماعية إجرامية تواصل الفتك بضحاياها المفقرين
عادت السياسة الاقتصادية الإجرامية في حق شعبنا للفتك بضحاياها من جديد، بل بأشد من يعانون عنفها: جماهير النساء الكادحات. ماتت خمسة عشر امرأة دهسا واختناقا نتيجة تدافع كثيف للاستفادة من معونة عينية تقدمها جمعية دينية خيرية نواحي مدينة الصويرة المغربية. نساء قرويات يعلن أسرهن في شروط بائسة تطلعن لقفة قيمتها حوالي 200 درهم ليمنحن دويهن فرصة التمتع بتغذية لأيام.
كرامة مغاربة أسفل الهرم الاجتماعي، الذي تتربع على قمته أقلية مستغلة ومضطهدة ومستبدة، مرغت في التراب. يسحقون البشر ويتلذذون في إدلالهم. من النساء من بات ليال ليعزز حظوظه في تلقي “المساعدة” فإذا بالأمر يتحول لكارثة رهيبة، فاجعة إنسانية مدوية. إنها نتائج سياسة تقشفية يرعاها استبداد سياسي مزمن يحرص على مصالح أقلية تراكم الثروة والحظوة، ويلقي بملايين المغاربة في دوامة بؤس وفقر جهنمية.
هذا النظام الاجتماعي والسياسي القائم هو من يتحمل مسؤولية ما جرى، وفي السابق أيضا لما ماتت عاملات شركة “روزامور” للأفرشة حرقا يوم 04 ابريل 2008 بالدار البيضاء، وشهر شتنبر 2012 مات 42 مواطن وجرح ازيد من26 آخر إثر سقوط حافلة للمسافرين في هاوية الممر الطرقي “تيزي نتيشكا” بين مدينتي ورززات ومراكش، بعدها قضي 36 شخص نحبهم اغلبهم أطفال في حريق شب في حافلة اصطدمت بشاحنة واحترق ركابها في شهر ابريل 2015. وأيضا القتل المأساوي لمحسن فكري، ولآلاف الشباب والشابات المغاربة الذين يلقون بأنفسهم للهلاك في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي هربا من جحيم البطالة والفقر والاستبداد، محاولين بلوغ أوروبا الرأسمالية الناهبة لخيرات بلدهم…
دأبت الدولة على التكفل بمصارف الدفن والوعد بإجراء تحقيق شامل وتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتورطين وبعد خفوت الغضب والاستياء الشعبي تتجاهل وعودها في انتظار جريمة أخرى تنهي حياة أبناء شعبنا.
فقراء البلد متروكون لحالهم، يتباهى من راكموا الثروة على حساب حقوقهم وعرقهم، في تنظيم مهرجان وقافلات توزيع فتات موائدهم عليهم. هؤلاء المعدمون الذين ألقت بهم الرأسمالية التابعة إلى الجحيم منزوعو السلاح، وكلما هبوا للاحتجاج على أوضاعهم المزرية غير القابلة للتحمل بتاتا، ينكل بهم أيما تنكيل… وهذا ما شهدنها مؤخرا لما اندلعت الحركة النضالية الجماهيرية في الريف الشامخ ضد البؤس والتهميش والكرامة…
قدم النضال الشعبي بالريف، كما نضالات شعبية سابقة في طاطا وإفني وصفرو وغيرها، الطريق الواجب سلكها من أجل الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحرية.
النضال سبيلنا لوقف إهدار كرامتنا ومصادرة حقوقنا. لنبني القوة الجماهيرية الجبارة الكفيلة بإجبار مستغلي شعبنا ومضطهديه على الخضوع.
لنفضح جرائم المستغلين والمستبدين القتلة ولنعرف بنضالات شعبنا ولنعزز الثقة في وحدة قوته.
ج.م
اقرأ أيضا