من أجل حقوق المهاجرين-ات واللاجئين-ات: القافلة التضامنية مليلية حدود الجنوب
بتاريخ 14 يوليو 2017
بقلم أنابيل سانز و أنا ماريا بالاثيوس
ستصل يومه 18 يوليو إلى مليلية قافلة لأكثر من 400 شخص من الباسك وكاطلونيا وفالنسيا ومدريد والأندلس ومناطق أخرى باتجاه “الحدود الجنوبية” .
ليست هذه أول قافلة يتم تنظيمها، فقد وصلت السنة الماضية قافلة إلى الحدود اليونانية للتنديد بسياسات الإتحاد الأوربي والدولة الإسبانية في مجال الهجرة، وأيضا بغرض تقوية أواصر التضامن بين الحركة الاجتماعية والمدنية وبين المهاجرين-ات والنازحين-ات.
أنابيل سانز وأنا ماريا مالاثيوس مناضلتي فيمينيست ألدي، عضوتين في هذه الأرضية-الحركة، ومن الدافعات بهذه الحركة التي تعرف انخراطا نسائيا قويا ونسوانيا مهما.
“التطبع”
“التطبع” من المشاكل العويصة التي تواجهنا، لذلك فمبادرات من قبيل القافلة تمكننا من إيصال فداحة أزمة حقوق المهاجرين-ات واللاجئين-ات، وهذا شيء جد ضروري، مع التحسيس وشد الإنتباه في وسائل الإعلام لكل ما يقع.
أكيد أن الطاغي هو المعلومة الفوقية، لكن كل شيء متسارع وهناك اهتمام واضح بأن هذه الوضعية لا تحصل لا على الإهتمام المعلوماتي الذي تستحقه ولا التعريف الأنسب لأسبابها البنيوية. لسنا أمام وضعية تراجيدية تحدث في عزلة، وإنما نحن بصدد تهرب ممنهج من الواجبات الضامنة للكرامة الإنسانية من طرف الإتحاد الأوربي وبالأخص من طرف الدولة الإسبانية.
أقيمت منذ بضعة أيام في برشلونة جلسة من جلسات محكمة الشعوب الدائمة، حيث أشار إكير باربيرو في مرافعته إلى أن الإتحاد الأوربي ممعن في إجراءاته الأمنية وفي إغلاق الحدود وفي اللاتضامن. إن سياسات الهجرة ونظام الحدود مبنية على أسس عنصرية وكارهة للأجانب وذكورية وكلاسيكانية. ومن الأساليب المستعملة لذلك نجد الحدود الإستباقية، حيث يتم تنقيل حواجز المراقبة مع بدايات وعلى طول مسارات الهجرة.
اللعبة تكمن أساسا في تفادي أن نشاهد ما يحدث وأن نحيي الحدود الداخلية، فهي حدود تقوم بمهمة مضاعفة: الأولى هي تحديد مكان الأشخاص في وضعية هجرة غير قانونية وطردهم، والثانية فرض جو من الرعب عليهم والهلع من أن يتم القبض عليهم وترحيلهم. وذلك كله في إطار مسار عنف وقمع . لكننا نعلم أن إغلاق الحدود لن يثني الذين يفرون من مختلف أشكال العنف في أراضيهم الأصلية، حيث تنشط المافيات على مرأى من حكوماتهم.
إن غرض مخيمات اللاجئين هو تحديد الهويات والمراقبة ثم الطرد، فهي مجالات يتم توطينها على الحدود على شاكلة خيالات حرب ، وكان ينفصل فيه النظام عن الفوضى، والجيد عن السيئ، إنها حدود تخفي ما يجري. والغرض الرئيس منها ألا يحس الوعي المواطني الأوربي بما يجري و يمارس على مثيلنا من البشر. وفي هذه اللحظة ليس من المبالغة التأكيد على أن التدمير التام والمطلق للكرامة الانسانية يرجعنا لأزمنة كانت فيها حقوق الانسان لا تشغل حيزا ولو حتى في المخيال اليومي للبشر. لذلك علينا ان نفرض المبدأ العام القاضي بعالمية وشمولية الحقوق، فهي ليست “مجوهرات كمالية فاخرة” لبضعة من الناس فقط.
الأسباب البنيوية
لا نستطيع تحليل كل الأسباب لكننا سنتطرق لبعضها. كبداية لا بد من أن نعرج على التأكيدات الخاطئة من قبيل “يسلبوننا العمل” و ” هم منحرفون و إرهابيون” و “يستغلون مساعداتنا الاجتماعية” و “يجتاحوننا” فهي أفكار ينبني عليها كره الاجانب و العنصرية التي تريد الحكومات أن نستبطنها. هذه التأكيدات لا تأخذ الكولونيالية في كل أبعادها بعين الاعتبار ،و التي تتجلى في يومنا هذا في نموذج هيمنة البلدان المغتنية على بلدان جنوب العالم. علينا أن نعي أن مستوى جودة الحياة الأوربية ندين به لبدان جنوب العالم، و التي لا زلنا نستنزفهم.
من الضروري التذكير، على سبيل المثال، بأن المنظمة العالمية للنزاهة المالية صرحت بأن بلدان جنوب العالم أدرَت على البلدان الغنية في 2012 ألفي مليار دولار و هو مبلغ اكبر مما تتلقاه تلك البدان الفقيرة، ف 48 بلدا بإفريقيا جنوب الصحراء مثلا تلقت من الخارج في 2015 ما مقداره 161 مليارا و 600 مليون دولار و أرسلت خارج حدودها ما قدره 203 مليار دولار عن طريق توزيع الأرباح الحاصل بين الشركات العابرة للأوطان أو عن طريق الأموال المهربة خارج القارة.
كما يجب أن نشير لدور تجارة الحرب و شركات التسليح و التغير المناخي و نموذج التنمية الاستنزافية و المبنية على المنتجات الفلاحية-الغذائية و استنزافات المصادر الائتمانية و مؤسسات رعاية العنف الذكوري و التهجير القسري للشعوب من الأراضي و تدمير الاقتصادات المحلية و غيرها من أشكال التدمير الناتجة عن هذا النموذج المجرم. و لا يفوتنا أثناء تعدادنا لهذه الأسباب أن نذكر البحار و المحيطات المليئة بالبلاستيك الذي يلجئ إليه و يسبب في غرق العديد من الأشخاص الراغبين في عبور الحدود، حيث يعتبرون ان الوصول لليابسة هو المستقبل.
خلاصة القول أن المهاجرين-ات و اللاجئين-ات هم حجر الزاوية في النظام الرأسمالي و الأبوي الذي يستغل و ينبذ و يترك للموت أناسا يعتبرهم “فضلات بشرية”. لذلك نؤمن بأن هذا النضال له وزنه التدميري و الثوري.
قافلة لنفتح الحدود
قافلة لنفتح الحدود هي أرضية عمرها سنة، ولدت في يونيو 2016 بمدريد لتنظيم قافلة نحو اليونان. في الصيف الماضي تواصل العديد من الأشخاص و الشبان مع الأرضية للاستفسار عن معلومات حول إمكانية “القيام بشيء”، لذا نعتقد انها فكرة جيدة أن نقوم بفعل سياسي يمكننا في آن واحد من التنديد و معرفة ما يفعله أناس مثلنا في أماكن أخرى.
ستتشكل على هذا الدرب ألوية ستؤسسها الحركة الأممية بحيث سيتحول كل لواء-قافلة إلى عائد من القافلة يروي ما عاشه، و في نفس الوقت، سيكون محفزا يدفع الناس الذين يحيطون به إلى الانخراط في العمل السياسي. لذلك فمن الأساسي أن يجد أولئك الناس ذوي الرغبة في النضال منظمات قادرة على احتضانهم، إن حدث ذلك كما هو الشأن في حالتنا، ستكون تلك استراتيجية ناجعة لصالح تقوية الديناميات المحلية.
لكن القافلة ماهي إلا حلقة في سلسلة أمضى الكثير من الناس و المنظمات سنوات لبنائها، و كان هدفنا دوما هو دعم هذه الحركة و قد أوضحنا ذلك منذ البداية. من هذا المنطلق تنبع مشاركاتنا في العديد من الشبكات و المبادرات الوطنية والأممية. و نحن لا نطمح لبناء حركة جديدة ،بما أننا نجد أنفسنا نشطاء في حركات اجتماعية برصيد من سنوات خبرة عديدة مع أناس حديثي الالتحاق. لكننا نتشارك فكرة الأفقية و التناوب في المسؤولية و التعددية في الناطقين الرسميين و التمويل الذاتي ، لأن هذا كله ضروري لأي نشاط يراد منه مواجهة الوضع.
المبادة تشكل جزء من استراتيجية تسلسلية تزاوج بين أفعال مختلفة الأشكال و بين الكثافة للاستمرار في كسب المزيد من الناس. القافلة بمثابة نداء لتحمل المسؤولية و التعبئة، و من الاستراتيجي في هذه اللحظة الاستفادة من التضامن العاطفي و الشعور بالظلم الذي تخلفه وضعية اللاجئين-ات و المهاجرين-ات في نفوس الناس. علينا الدفع بالعاطفة و الشفقة كي تصيرا تنديدا و تنظيما لتغيير هذا الواقع.
مليلية: رجال يقفزون من فوق السياجات ونساء يعبرن الحدود
ستتجه القافلة هذه السنة إلى مليلية، لأنها إلى جانب سبتة ،ربما تشكلان النموذج الأمثل لتحصين الحدود في هذه الضفة العسكرية و الفائقة التامين ل”أعمال” الهجرة و اللجوء. لقد وضعت أوربا في الحدود الجنوبية النموذج الأمني الذي بدأت بتعميمه في باقي اماكن أوربا. إن الحدود التي يدعى انها تنقذنا من “الهمجية” ما هي إلا حدود مريعة و موغلة في العنصرية، بعبارة أخرى إنها منطقة اللاحقوق .
توجد في مليلية عنصرية اجتماعية و مؤسساتية و ممارسات تحقيرية و تعذيبية . السياجات أقيمت لجرح كل من يتجاوزها ،و يتم الحصول على عائدات “ساخنة” لقاء عدم السماح للناس بالمرور ،في خرق لمعايير حقوق الانسان المتعلقة اللجوء .
لا يعول على ميكانيزمات ضمان حماية ضحايا التعسف. لقد أصبح اعتياديا الاستغلال البوليسي لحاملات البضائع المارات من مليلية. كما لا تطبق المعايير الدولية الخاصة برعاية و حماية القاصرين-ات الأجانب-يات .كل هذه الأوضاع المزرية و المؤلمة هي نتاج تطبيق سياسة هي بالضبط ما نريد ادانته و تمكنا من معرفتها بفضل معلومات و شهادات عديدة.
كما نرغب أيضا في لفت الأنظار و التنديد بوضعية النساء المغربيات في سبتة و مليلية حيث يقوم المشغلون و فاعلون آخرون باستغلال اليد العاملة الرخيصة .و خاصة النساء الحمّالات اللواتي ينقلن بضائع باتجاه المغرب فوق ضهورهن أو بأيديهن لإعالة أسرهن، و يتعرضن لأصناف الاستغلال و الاعتداءات: «عنف بوليسي، دفع رشوة العبور للشرطة، التحرش الجنسي أو مصادرة البضاعة” .ولقد تم توثيق و تسجيل ذلك في التقرير “احترام و كرامة” لأجل النساء المغربيات ناقلات السلع بين الحدود المغربية و سبتة، الذي أنجزته جمعية مناصرة حقوق الإنسان إقليم الأندلس.
ليس الهدف هو الوصول لمليلية فقط و إنما أيضا اغتنام فرصة المرور من عدة مدن لدعم عمل المنظمات المحلية و إحياء التضامن.
النسوانيات في نضال من أجل اللاجئين-ات و المهاجرين-ات
نحن في أرضية Ongi Etorri Errefuxiatuak (مرحبا بكم أيها اللاجئون-ات باللغة الباسكية- المترجم) و في شبكة لنفتح الحدود نمثل فيمينيست ألدي، منظمتنا النسوية ، و منها نرغب كذلك في أن ننقل للتنسيقية الوطنية للمنظمات النسوية التي نحن عضوات فيها، ضرورة و ملحاحية المشاركة في هذه الحركة. هناك أشياء عديدة أضفناها بمشاركتنا في الأرضية عن طريق حضورنا بخطاب نقدي.
من بينها حضورنا بنسبة تتراوح بين 60 و 75 بالمئة في معظم الأشكال المنظمة. معظمنا منحدرات من الحركة النسائية أو من الحركات الاجتماعية ، و أخريات انضممنا حديثا للنضال السياسي ، لكن الغالبية نسائيات.
إضافة إلى كون تاريخنا ملزما لنا، فلطالما كانت الحركة النسائية معادية للعنصرية و أممية. كما سجل التاريخ أن حركة المطالبة بحق النساء في التصويت و حركة اللاعنصريين-ات وضعتا اليد في اليد ، إنه مجال يرجع الفضل فيه تاريخيا لنا كنسوة عامة و كنسائيات خاصة.
يعري واقع المهاجرين-ات قسرا عن أعماق اللامساواة الاجتماعية و الاقتصادية و في النوع التي نعيشها. لذلك فإن خرطنا النسوانية في القافلة و في الأرضيات التي تتضمنها يعني تحسيس النساء و لفت انتباههن للعنف الذي يواجهنه . كما يعني رفع الغمامة عن النساء بشكل مستمر بتساؤلنا الدائم : أين هن و لما لا نراهن؟ لا نرى النساء في السياجات لكن ذلك لا يعني عدم تواجدهن فيها ،فهن موجودات. دائما هناك جزء ناقص في القصة لكن لماذا لا يحكى ؟
على سبيل الإضافة، فإن نقص المعلومة عن مختلف أشكال العنف و غياب آليات تحديد الحالات و عدم كفاية الطاقم البشري الموثق للعنف الذكوري و غيرها من العراقيل، كل هذا يجعل من الصعب بما كان التعرف على الأشكال المتضاعفة من التمييز و العنف الذي تعيشه النساء و المراهقات و المهاجرات حاليا في كل أوربا.
من اللازم إتمام الحكاية، إن ذكرنا الحدود الجنوبية فمن الضروري الحديث عما يجري مع النساء هناك، لأننا إن استمررنا في الحديث فقط عما يقع للرجال فإننا نخرس النساء و لا نسلط الضوء على التمييز و اللامساواة و الضغط الممارس. و بنفس الشكل من المهم إدراج النظرة النسائية في كل لجان العمل و مشاركتنا كخبيرات في مجالات النقاش العام.
من الأساسي أيضا أن نروي أن الحدود المحوَّلة لخيالات حرب ما هي إلا أماكن لانعدام الحقوق و فضاءات معسكرَة تسود فيه الأبوية و تتعمق فيها اللامساواة ، كما أن كل فضاءات المراقبة هي اماكن يتنامى فيها العنف و الاستغلال و التهميش المطلق للنساء. و يتم استخدام الاغتصاب الجنسي الممنهج المرافق لكل النزاعات كسلاح إضافي في الحدود.
يتم الدفع بالنساء و المراهقين-ات و الأطفال المهاجرات و اللاجئات إلى التنقل الدائم بسبب الفقر و النزاعات المسلحة أساسا، إذ يهربن من لامساواة النوع المُمَأسَسَة ليبحثن عن منفذ للحقوق الأساسية. إن اللامساواة ببلدانهن الأصل تظل مرافقة لهن طيلة حياتهن و مسار هجرتهن.
تروي لنا إيلينا مالينو عن أجسام النساء و الطفلات و المراهقات كمَعبر يتم بيعه من طرف العابرين و الأزواج و السماسرة و السلطات باعتبار ذلك استراتيجية فعالة في الهجرة. إذ يستعمل جسمهن كأضحية و قربان لنجاح عملية الهجرة و لنجاح المشروع الجماعي الذي يضم العائلة و الجماعة و الأجيال القادمة.
لكن لطالما شكلت النساء موضوعا نشطا لمشروع الهجرة، كما توضح ذلك إتزيار غاندارياس في عملها “أنا حية” ،و هو عبارة عن خرائطية مقاومة لنساء قادمات من إفريقيا جنوب الصحراء : “لسنا امام نساء ينفتح العالم أمامهن عند الوصول لبلدان الوجهة، و إنما يصلن هنا لأن لديهن عالما مفتوحا”.
أساسي جدا تحليل التمثلات المستعملة حول النساء المهاجرات و حول كونهن متاحات و خاصة كلما صغرن في السن ،النظام الأبوي هو من يصنفنا في هذه الوضعية من الدونية و الإتاحة .
النساء اللاجئات و المهاجرات هن مقاتلات مرنات ذوات قدرة على موجهة و تغيير الوضعيات.
طريق الجولة الطويل
كما سبق أن أشرنا سابقا فإن الحركة من أجل حقوق المهاجرين-ات و اللاجئين-ات أمضت سنوات طويلة في الشوارع، و نحن مؤمنون-ات أن دورنا في الواقع في هذه اللحظات هو مجادلة نظام الشركات و الأفكار العنصرية و الكارهة للأجانب في فضاءات الحياة اليومية،و من الرئيسي خلق صلات و بناء شبكات و خلق فضاءات للتلاقي. فالمهاجرون-ات و اللاجئون-ات هم/هن جيراننا ، يعيشون في بلداتنا و مدننا منذ زمن، لكن نتعايش معهم في فضاءات لاحقوقية ، و المطروح حاليا ليس أية حقوق تناسبهم و إنما من يستفيد من تلك الحقوق.
من الصعب الحفاظ على بنية التنسيقية الوطنية ، نحن نستعملها لأهداف محددة لكن جد دقيقة ،وبفضل ذلك تتقوى الشبكة شيئا فشيئا . لنقل اننا نشتغل بنموذج “آلة الأكورديون” المرتكز على التلاحم لإنجاز مهم محددة، من قبيل القوافل مثلا ،لنعود بعد ذلك كل إلى ترابه لتقوية الديناميات المحلية.
لنتحدث أكثر عن أرضية Ongi Etorri Errefuxiatuak (مرحبا بكم أيها اللاجئون-ات باللغة الباسكية- المترجم)، في هذه السنة تم القيام بالعديد من حملات التحسيس و مئات الدردشات في القرى و الأحياء و المجموعات الجامعية، و بزغ العلم الأصفر الحامل لشعار Ongi Etorri Errefuxiatuak في العديد من التظاهرات و الفرص في Euskal Herria (الإسم القومي لمنطقة الباسك الكبرى-المترجم) و الذي و إن كان التزاما صغيرا لكنه آلية كبيرة للتحسيس. كما قمنا بتأييد العديد من المبادرات مثل محاولة جلب اللجئين-ات من اليونان في ديسمبر من السنة الماضية، حينما حاولت مجموعة من بضعة أفراد فرض العصيان تحت شعار “لنعصي القوانين الظالمة لنخضع لحقوق الإنسان” ، لتتوسع المبادرة بانضمام فوري و جماعي من أعضاء الأرضية.
من الأنشطة التي ساهمنا فيها أيضا تخليد الذكرى 80 لتفجير غرنيكا ، حيث لم يكن المهم هو 15000 من المتظاهرين-ات أو 600 شخص الذين شاركوا-ن في الورشات في اليوم التالي، بل العمل النضالي لعناصر الأرضية طيلة الشهور السابقة حيث جالوا بيزكايا قرية قرية.و قد رافق هذا كله عمل تواصلي ضمن لنا أثرا إعلاميا في وسائل الإعلام.
مع هؤلاء الأعضاء سننشئ الآن المستقبل .نعتقد اننا حاليا نستعمل أساليب جد كلاسيكية بكل ما تحمل العبارة من معنى: نتنظم نتعبأ و نواجه ،هذا هو الحال، حاصدين العصيان المدني باعتباره عصب ممارستنا. و في هذا السياق يكتسب النقاش القديم بين الشرعية و المساواة قوته ،بما اننا لا نستطيع احترام قوانين تتضمن في لبها التعدي على الحقوق و غير ملائمة لقيم الكرامة الإنسانية. إن العصيان المدني و مطالبة الحكومات بتحمل مسؤولياتها هما الوسيلتين اللتين لا محيد عنهما حاليا بالنسبة للحركات الاجتماعية.
التحدي الآخر هو كيفية ضم المهاجرين-ات و اللاجئين-ات ، في السنة الماضية تمكنا من التعرف على تجارب جد مهمة من قبيل سيتي بلازا بأثينا و أماكن كثيرة أخرى يسود فيها التسيير الذاتي.وشاركنا أيضا في تظاهرة “كبرياء المهاجر-ة” طيلة إقامتنا بتيساونيكا ،حيث تقاسمنا “رايتنا” مع رجال و نساء مهاجرين-ات و لاجئين-ات . نحن مؤمنون-ات بأن تجارب التسيير الذاتي هاته التي مررنا بها ستكون أساسية في ممارستنا السياسية و التضامنية.
سنظل مستقبلا في الشوارع لأننا نرفض التورط في هذه السياسات القاتلة و لا نقبل التحصن من هذا الألم المرير،لذلك من اللازم كسر حدود اللمبالاة و الإشارة للمذنبين-ات و إبراز تضامننا و مساندتنا للأشخاص المهضومة حقوقهم.إننا نعيش جرائم دولية قلنا انها لن تتكرر بتاتا.ولا نستطيع أن ننظر إلى جانب واحد فقط و الاكتفاء فقط بموقع الدفاع عن حقوق المهاجرين-ات و اللاجئين-ات ، بل علينا ترجمة وعينا إلى النظر للجانب الآخر نحو القامعين و مدمري-ات الحياة و بالتالي المستفدين-ات من كل هذا.
بقلم أنابيل سانز و أنا ماريا بالاثيوس عن أرضية (Plataforma Ongi Etorri Errefuxiatuak Bizkaia y de FeministAlde)
اقرأ أيضا