نِداءٌ إلى شَعب اليَسار لأجل نُصرة الريفْ المُحاصر: كُلنا إلى مَسيرة 20 يوليوز التاريخية
فِي مَتم هذا الشهر يستكمل كفاح كادحي الريف، وصمودهم بوجه القمع، شهره التاسع. شهور ستدخل تاريخ النضال من أجل التحرر من الإستبداد والإستغلال إلى جانب ملحمة محمد بن عبد الكريم الخطابي. لقد انتصر كادحو الريف وكادحاته على دولة البُرجوازية ونَهابي الثروة الوطنية، وعملاء صندوق النقد الدولي والإتحاد الاوربي، بإسقاط ما تبقى من أقنعتهم “الديمقراطية” و”الإجتماعية” التي رصعوا بها دستور العبيد المفروض على الشعب عام 2011. وسَيسجل التاريخ أيضا لأَهالينا في الريفْ فضْل منح كادحي باقي البلد مدرسة في النضال الجماهيري الواعي المنظم.
انفضحت كل مزاعم الدولة باقدامها على تجريم النضال الإجتماعي بزج طلائعه في السجون بعد اعتراف بمشروعية مطالب الحراك الشعبي. وما القمع إلا الوجه الآخر لإستحواذ أقلية نهابة على مقدرات البلد الإقتصادية. لقد إرتعبت الطبقة البرجوازية، في شخص ممثل مصلحتها العامة، الدولة، من مقدمات الثورة المغربية التي انبثقت من الريف، فسعت إلى تشويه النضال الشعبي وإتهامه بشتى الجرائر، ففشلت، وبدت علامات اختمار نضالي بمناطق عديدة، فاستبد الخوف بالحاكمين على نحو يذكر بأيام 20 فبراير المجيدة لما نزلت مئات آلاف الجماهير الشعبية إلى الشارع لإسقاط الإستبداد ومن أجل العدالة الإجتماعية والكرامة.
ما تحقق لحد الآن من إجبار الحاكمين على الركض في كل الإتجاهات للظهور بمظهر من يحقق المطالب، وارتباكهم وتخبطهم أمام صمود شباب الريف ونسائه، وما أقدمت عليه الجماهير المنتفضة من تسفيه للمؤسسات الديمقراطية الزائفة و”الحكومة” المنبثقة عنها، ورفض رموز النظام وإعلاء راية جمهورية الريف، كل هذا انتصار أكيد للنضال الشعبي يتعين إستكماله باطلاق سراح المعتقلين، ورفع العسكرة، وإجبار الدولة على تخصيص ميزانيات كافية لتحقيق المطالب الشعبية. من أجل استكمال هذا النصر، والسير بالكفاح الشعبي للإمتداد والتعمق بكل ربوع المغرب. يُنادينا الواجب لإنجاح مسيرة 20 يوليوز 2017، إحياء لذكرى نصر “أنوال”، ودعما للحراك الشعبي الجاري ولمعتقليه. إننا إزاء لحظة حاسمة من كفاح مقهوري المغرب، وكل من يضع نفسه في معسكرهم مُطالب اليوم بالنهوض بواجبه النضالي: النقابات العمالية مدعوة للإسهام في هذا اليوم التاريخي بجعله يوم إضراب عام وطني تضامني مع الريف ومطالب كادحيه. وشعب اليسار بكل جبهات النضال، مُطالبٌ بالوفاء لعلة وجوده: النضال الذي يقرن القول بالفعل.
لنشارك في مسيرة 20 يولوز 2017 لتأكيد استمرار معركة التحرر الوطني من التبعية الإمبريالية بأشكالها الجديدة، ولأجل التحرر الديمقراطي العميق من الإستبداد وللقضاء على الإستغلال الإقتصادي والتخلف الإجتماعي عبر إعادة نظر جذرية في النظام الإقتصادي القائم.
طموح أبطال معركة أنوال لم تدفنها جرائم الإستعمار الغاشم فجيل اليوم يعيد مواصلة المعركة بنفس الحماسة والإقدام حتي تحقيق النصر.
عاش الشعب ولا عاش من خانه.
تيار المناضل-ة
15 يوليوز 2017
اقرأ أيضا