نزلت جماهير الريف الى الشارع، مباشرة بعد مقتل محسن فكري شهيد الحكرة، رافعة شعار محاكمة المسؤولين الحقيقيين عن قتله، ومحاربة الفساد الذي يشهده قطاع الصيد. رفعت الحركة مطالب اجتماعية وسياسية تهم الصحة والتعليم والتشغيل ورفع العسكرة عن منطقة الريف، ووقف استقدام القمع الى المنطقة، وتطهير مؤسسات الدولة من العناصر الفاسدة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين…
امتد النضال من منطقة الحسيمة ليشمل مناطق اخرى مجاورة، وصمدت المنطقة ازيد من نصف سنة امام القمع الممنهج للدولة لاجتثاث الحركة والقضاء عليها
ليست مطالب سكان منطقة الريف وليدة اليوم بل هي مطالب مطروحة مند زمن طويل، وهي لا تهم الريف وحده، بل هي مطالب عموم كادحي المغرب، لأن السياسة التي تنهجها الدولة ضد الطبقات الفقيرة من عمال وفلاحين وحرفيين هي سياسة طبقية تمليها المؤسسات المالية العالمية وتنفدها الدولة المغربية، مدعية انها تحاول حل الازمة الاقتصادية للمغرب…
مند سياسة التقويم الهيكلي في بداية الثمانينات، تفاقم تأزم الاوضاع الاجتماعية لطبقتنا، ولم تتوقف الدولة مند ذاك الحين عن الهجوم على الخدمات الاجتماعية والعمومية المقدمة للكادحين، فقد تمت خوصصة قطاع الصحة وتوسعت هوة التفاوت امام الموت، وقضت الدولة على حق المواطنين في التعليم، وهمشت اطفالنا ورمت بهم في الجهل وأصبح التعليم امتيازا وليس حقا، بل حولته الى سلعة للمتاجرة…
وضعت الدولة كل المؤسسات المهمة وكل القطاعات الاساسية في يد قلة قليلة من الاثرياء محليين وأجانب. في الصيد البحري والفلاحة، مثلا، وضعت مخططات جهنمية ستدمر القطاعين وستستزف ثرواتنا مما يعني ضرب وتشريد الاف العمال والعاملات والبحارة، وحرمان عموم الكادحين من حقوقهم وتفقيرهم.
ولم تكتف الدولة بتعدياتها القاسية التي مررتها دون كثير عناء، بل هي تستعد لهجمات أشرس من خلال التشريع للمزيد من مرونة الشغل، وضرب الاستقرار في الوظيفة العمومية، وأخطر بما لا يقاس تشريع منع حق الإضراب…
ان مطالب الريف هي جزء لا يتجزأ من مطالب عموم كادحي المغرب، مطالب رفعتها عدة انتفاضات جماهيرية بالمغرب وفي كل مرة تحاول الدولة عزل المناطق التي تنتفض فيها الجماهير واتهامها بشتى الاتهامات، فقد شهدت منطقة الجنوب انتفاضة افني وطاطا…وحوصرت ووجهت بالقمع، ونجحت الدولة في إخمادها، كما انتفض كادحو المغرب في 20 فبراير من اجل مطالب عادلة ووجهت ايضا بالقمع واستشهد عدد من مناضليها، وخاض العمال ايضا نضالات عدة جوبهت ايضا بالقمع مثل ترميلات 2000 وبحارة الجنوب 99 وبحارة الصيد بالأعالي 2002… وعمال وعاملات مصبرات ضحى(540 عائلة مشردة) والأوتوروت والمناجم…
خلاصة القول إن كل هده النضالات تؤكد أن كادحي المغرب يعانون ولا يمكن ان ينالوا مطالبهم الاجتماعية دون مساندة بعضهم البعض ودون تضامنهم، لان مطالبهم هي مطالب مشتركة ولا مناص من تضامنهم للدفاع عنها….
ايها الكادحون والكادحات، ان احتجاج الريف اليوم هو دعوة لكافة الجماهير الشعبية للدفاع عن المطالب المشروعة والعادلة لعموم الكادحين، وفك العزلة عن النضال البطولي الجاري، وهو دفاع في المقام الأول عن المطالب الاجتماعية والسياسية للشعب المغربي ودفاع ايضا عن حق الكادحين في التظاهر والتعبير…
17/05/2017