نضال طلبة مركب البستنة بأكادير متواصل حتى تحقيق المطالب
احتلت احتجاجات طلبة المعاهد العليا صدارة النضالات الطلابية طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، من الطلبة الممرضين والطلبة الأطباء والأساتذة المتدربين انتهاء بالطلبة المهندسين.
يناضل طلبة المعاهد ضد شروط التدريس الكارثية (ضعف البنية التحتية أو حتى انعدامها) ولكن أيضا ضد غموض مستقبل التوظيف (فصل التكوين عن التوظيف بالنسبة للأساتذة المتدربين، والعمل الإجباري دون ضمان التوظيف بالنسبة للطلبة الأطباء).
تميزت نضالات الفئتين الأخيرتين بطول النفس وجماهيريتها وطابعها الديمقراطي والتضامن منقطع النظير الذي استثارته، محفزة هكذا نضالات فئات أخرى من طلبة المعاهد العليا.
مطالب طلبة مركب البستنة
التحق الطلبة المهندسون بمركب البستنة أكادير التابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بدورهم بالنضال، ضد شروط التدريس الكارثية (إغلاق المختبرات)، وضد تعسفات الإدارة وخرقها لنظام الامتحانات والتقويم ما أدى إلى ترسيب 25 طالبا من بين 62 [%40] من طلبة السنة الأولى هندسة للموسم الدراسي 2015- 2016.
يضم الملف المطلبي كذلك نقطا تتعلق برفض الإدارة الاجتماع مع “جمعية طلبة مركب البستنة” التي تمثل الطلبة المهندسين وإصرار المدير على عدم الاعتراف بها، إضافة إلى حرمانهم من المشاركة في الأنشطة الموازية.
يناضل الطلبة المهندسون أيضا ضد استغلال المدير المكلف بالمركب وظيفة التدريس التي يقوم بها [مادة “الإستراتيجيات الفلاحية” وبعد ذلك مادة “قانون الشغل”] قصد ترسيب الطلاب بمنحهم نقط إقصائية، بمبرر أن القانون الداخلي للمؤسسة يقضي بترسيب كل من حصل على هاته النقطة في مادة واحدة.. إضافة إلى مطالب أخرى (الملف المطلبي لطلبة المعهد الحسن الثاني والبيطرة مركب البستنة باكادير).
من رفض الحوار..
“حاول الطلبة الدخول في اجتماعات مع الجهاز الإداري ابتداء من 17 مارس من أجل مناقشة المشاكل المطروحة والوصول إلى حلول توافقية، بالمقابل تم رفض سبل الحوار مع جمعية الطلبة”. (الملف المطلبي للجمعية).
.. إلى أشكال نضال رمزية..
انتقل الطلبة- بعد رفض الإدارة طلب الحوار- إلى أشكال احتجاجية لها بعد رمزي أكثر من كونها خطوات للضغط، مثل حمل الشارات، لكن الإدارة استمرت في تعنتها.
.. انتهاء بأشكال احتجاجية جرى قمعها
نظم الطلبة وقفات احتجاج داخل المعهد، إضافة إلى خوض إضراب عن الدروس بصفة متقطعة والدخول في اعتصام بدء من يوم 12 أبريل ومقاطعة كافة الأنشطة من امتحانات ودروس ومحاضرات، وهو ما ردت عليه الإدارة بحرمان الطلبة من ولوج خدمات المعهد والداخلية [مطعم، مقصف، قاعات الدراسة والمكتبة].
دعت جمعية الطلبة لتنظيم وقفة احتجاجية يوم 20 أبريل، جرى منعها وقمع الطلبة باستقدام القوات المساعدة التي اقتحمت المعهد مانعين الطلبة من ولوجه، رغم إشعار السلطة المحلية بتنظيمها، وحوار الجمعية مع الباشا يوم 19 أبريل حول تنظيم الوقفة.
دخلت جمعية طلبة مركب البستنة بأكادير في جولات تفاوض مع الإدارة، فبعد الوقفة شاركت لجنة عن الجمعية في جلسة تفاوض مع مدير المعهد بحضور ممثل السلطة المحلية [الباشا]، لكن المدير لم يرفض مطالب الطلبة وحسب، بل استعمل أسلوبا قمعيا [ضرب الطاولات والصراخ والتهديد].
وجرى عقد جلسة تفاوض أخرى يوم 5 أبريل 2017، طيلة اليوم وانقسمت إلى ثلاث جلسات، اثنين حضرتها الإدارة ممثلة في مديرة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة والأساتذة والطلبة، وواحدة بين الأساتذة والإدارة، انتهى التفاوض بتحرير محضر أكد أن الهدف من عقد الاجتماع هو هدف الاجتماع “نزع الفتيل الأزمة التي يعرفها مركب أكادير”، ومن بين ما تضمنه:
= التأكيد على أن جمعية الطلبة إطار معترف به من طرف الإدارة والسلطات المحلية؛
= إعادة تقييم الشكل الجديد لإدارة التدريب في المقاولة نهاية السنة الأكاديمية، واخذ أراء الأساتذة أو الطلبة المعنيين، وتعويضه بالشكل القديم في حالة عدم ملاءمته؛
= إخضاع المشاركة في الأنشطة الموازية للنقاش حالة بحالة وفقا للإجراءات المعمول بها؛
= تجهيز مختبرات الأنشطة البيداغوجية في حدود ما توفره ميزانية المعهد؛
= التأكيد على مشاركة الطلبة في مجلس المعهد وفقا للقانون 01.00؛
= اتفاق مبدئي بتخلي المدير عن كل مهامه البيداغوجية داخل المعهد؛
= تشكيل لجنة للسهر على الأنشطة حتى نهاية السنة الأكاديمية، مع ترك الحرية للطلاب لتقرير من يمثلهم في هذه اللجنة؛
كما جرى الاتفاق على إعادة تشغيل خدمات الداخلية وملحقاتها تعبيرا على حسن النية لتسهيل عودة الأنشطة الأنشطة البيداغوجية إلى حالتها العادية، وطالب الطلبة في نهاية الاجتماع صرف المدير المكلف بمركب البستنة بأكادير.
تضامن أرباب عمل مع المدير
راسلت الفيدرالية بين المهنية المغربية لإنتاج وتصدير الفواكه والخضر في شخص الحسين أضرضور وزير الفلاحة عزيز أخنوش 26 يوم أبريل 2017، أعلن فيها تفاجئه بإضراب الطلبة وتسجيل التبعات الكارثية للإضراب، ولم ينس التأكيد على صدقية المدير المكلف بالمركب وانفتاحه على الحوار مع الاعتراف بمنجزاته التي لا يمكن لأي شخص آخر أن يأتي بمثلها!! وربما هذه الرسالة هي ما سيشجع المدير على إصدار بلاغ يعلن فيه إغلاق المعهد كأنه يغلق باب بيته الخاص في وجه من يستجدي منه لقمة خبز.
خرق للاتفاق
تفاجأ الطلبة يوم 29 أبريل ببلاغ صادر عن المدير المكلف بمركب البستنة بأكادير يعلن فيه إغلاق المعهد ومطالبة الطلاب بالمغادرة وتسليم مفاتيح غرفهم، وأعلن كذلك للطلبة الراغبين في استئناف أنشطتهم التربوية طلب إعادة التسجيل بواسطة البريد الالكتروني.
انتصار جزئي
صمود الطلبة في نضالهم دفع إدارة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة إلى إصدار بلاغ يوم 2 ماي، تعلن فيه رفضها لخطوة المدير إغلاق المعهد والداخلية باعتبارها خطوة انفرادية، وطالبته بفتح المركب في وجه الطلبة.
التنظيم من أجل مواصلة النضال
هذا الانتصار الجزئي مهدد بالتراجع عنه إذا تراجع نضال الطلبة، لذلك فالعمل من أجل تنظيم النضال وحقنه بأشكال التسيير الديمقراطي التي أعاد نضال الطلبة الأطباء والأساتذة المتدربون إحياءها (جموعات عامة)، شروط لا غنى عنه لضمان استمرار النضال، وفي نفس الوقت ضمان التضامن الفعلي من طرف الطلبة المهندسين في معاهد أخرى، ولكن كذلك كل ضحايا سياسة تخريب المدرسة العمومية.
اقرأ أيضا