بيان تيار اليسار الثوري في سوريا: الكارثة الانسانية لشعبنا وبعض مهامنا الثورية
بيان: الكارثة الانسانية لشعبنا وبعض مهامنا الثورية
على كل طرف او هيئة سياسية او اجتماعية، أيا كان حجمه وتأثيره، أن يضع نصب عينيه أن عليه واجبات أهم من الحقوق ومسؤوليات أهم من الإمتيازات، أمام الوضع المأساوي لغالبية الشعب السوري .
لم يتوفر خلال الثورة السورية٬ للأسف٬ تشكيل سياسي٬ قيادة، واحد أو مجموعة ما ثورية فاعلة تمثل الشعب السوري كما يريد الشعب في ثورته، وليس كما يريد الغرب وروسيا او الدول الاقليمية المتدخلة بالشأن السوري.
وفي كل الاحوال٬ فان كافة القوى السياسية البرجوازية ٬ التي تتدعي التحدث بإسم الشعب او الثورة٬ تجاهلت الى حد كبير معاناته وتطلعاته . واقتصر جل همهما على ما يبقي اشخاصها في مناصبهم وعلى ما يمليه عليهم أسيادهم الإقليميين. ولو فكرنا اليوم ٬ نحن القوى الثورية، جميعا ، ماهي مهامنا الثورية? وما الذي بوسعنا أن نفعل ؟ أو أن نطالب بفعله. ونضعه نصب اعيننا كهدف عاجل، يضاف للمهام السياسية والتنظيمية لكل منا.
لعله من أهم المهام الملقاة على عاتق الجميع، كمدخل للتخفيف من معاناة الجماهير، وما سيسمح لها ايضا باستعادة قدراتها ومبادراتها ونشاطها، الذي اخمدته وحاصرته القوى المتعددة للثورة المضادة. فاننا نجد ان هم المعتقلين والمخطوفين السوريين في سجون النظام وأي سجن آخر لدى أي فصيل مسلح، يبرز في المقدمة. ما يتطلب إيجاد حل لمسألة المعتقلين السياسيين بأي ثمن كان .فهناك عشرات الآلاف من السوريين يقبعون في سجون متعددة دونما محاكمة أو تهمة واضحة أو مدة محددة وبظروف إنسانية سيئة للغاية.
وعلينا وبشكل يومي المطالبة والسعي للإفراج عن المعتقلين والمخطوفين ،وبجميع الطرق والامكانات.
وأيضا من أبرز مهامنا الثورية٬ في الاطار المذكور، هي مسألة اللاجئين والمهجرين، في جميع دول العالم، ولكن بشكل اخص في المخيمات، ونحن مقبلون على فصل الشتاء٬ هؤلاء اللاجئون يضمون نحو 2,5 مليون طفل سوري يعيشون في أسوأ الظروف المعيشية والتشرد ونحو ثلثيهم خرج من دائرة التعليم. وأيضا لاجئي اليونان الأشبه بالمعتقلين والذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية ، وغيرهم في مختلف مخيمات الشتات. وتوفير كل الشروط الملائمة لعودتهم جميعا الى ديارهم.
ولذلك، فان وقف القصف والدمار ورفع الحصار عن كافة البلدات المحاصرة يجب ان تكون في قائمة ما يجب العمل من اجله.
وأخيرا، من مهامنا في المناطق تحت سيطرة النظام ، العمل على التحريض ورفع وتيرة الضغط الشعبي عليه ، وغيرها من الوسائل، لوقف ملاحقة الشباب السوريين لاجبارهم على التجنيد في جيشه أو الخدمة الإحتياطية. وهذا ما يدفع بمعظم الشباب السوريين من سكان المناطق الخاضعة لسيطرته الى الهجرة أو يجبر الشباب السوريين من سكان مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة البقاء فيها وعدم المرور إطلاقا على حواجز النظام خشية الامساك بهم وسوقهم للخدمة العسكرية الاجبارية في قوات الطغمة. ما خلق تشتت للناس وعبء اضافي على الاهالي.
هذه بعض المهمات الانسانية المطروحة علينا جميعا. تضاف٬ بالنسبة لمنظمتنا٬ الى مهمات أساسية لا ينبغي التواني ولا للحظة في متابعة العمل عليها : الاستمرار في الانخراط في كل اشكال النضال الجماهيري ٬ والعمل على احيائه عند خفوته٬ وتعزيز بناء المنظمة الثورية٬ و متابعة الكفاح الثوري لاسقاط نظام الطغمة والقوى المسلحة الرجعية واستعادة استقلالية ارادة شعبنا من براثن القوى الاقليمية والامبريالية.
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
10 ايلول\سبتمبر 2016
اقرأ أيضا