بيان مشترك لإعلان توحيد الجهود بين التحالف الوطني الديمقراطي السوري وتيار اليسار الثوري في سوريا.
كانت الثورة السورية امتدادا لثورات الربيع العربي التي طالت المنطقة برمتها إلا أن النظام الأمني عمل على إطالة أمدها٬ وتحويلها الى حرب ضد الشعب٬ من خلال الألاعيب الملتوية بتحويل مسار الثورة السلمي إلى العسكرة ٬ محاولا تطييفها٬فالعنف لا يجلب إلا العنف. علاوة على ان عدم إنصات نظام الطغمة للمطالب السلمية للجماهيرالسورية٬ترافق مع ممارسته لعنف متوحش بحقها٬ لكن عسكرة الثورة وحرب النظام الوحشية ضد الشعب٬ ومحاولاته لاجهاض الثورة من خلال تطييفها٬ وهذا ما وجد صدى لها لدى اطراف ومجموعات اسلامية٬ وقوى اقليمية لها مصالحها في ذلك وتدخلت لتنفذ أجنداتها وأشعلت النيران – مشاركة مع هذا النظام – في جسد الثورة الشعبية. محولة بذلك سوريا الى ساحة دامية للاقتتال والصراع بين مصالح هذه الدول٬ التي أصبح لاغلبها وكلاء محليون. ووحده الشعب السوري هو الذي دفع ويدفع الثمن من دماء أبنائه.
ولن نستثني٬ في محاولة اجهاض الثورة او حرفها٬ دور الكثير من قيادات المعارضة٬ التي ولدت بارادة دول اقليمية ودولية٬ الغير قادرة على قيادة الثورة وتمثيل مطالب الشعب السوري ولجم زمام الأمور فكانت أداة طيعة مشاركة في الدم السوري المسال بيد بعض القوى الطامعة.
وتم تهميش الشرفاء والقوى الثورية والمثقفين الثوريين الممثلين الحقيقيين لكفاح شعبنا وثورته من أجل تحرره٬ فغاب صوت الشارع السوري وتم اللعب على الوتر الطائفي والقومي واستدراج القوى الراديكالية المتمثلة بداعش وأخواتها لتسرح وتمرح وتجهز على أنفاس الثورة الحقيقية وعلى حضارات سوريا العريقة.
من هنا٬ من منبر التحالف الوطني الديمقراطي السوري وتيار اليسار الثوري في سوريا خاطبنا ونخاطب العقلاء وحاملي جمرة الثورة الشعبية الأصيلة وأصحاب القضية السورية الديمقراطية من القوى الشعبية الوطنية الواعية بالعمل على تكاتف الجهود الفكرية والسياسية والقيام بثورة وعي ٬ ورص الصفوف٬ للوقوف بوجه أي مشروع يمس وحدة الأراضي السورية وسيادة الشعب السوري وخصوصيته المتنوعة والعمل على حماية الحريات العامة واحترام تكوين ومعتقدات كافة مكونات المجتمع السوري الممثل الحقيقي لوجه سوريا المستقبلية لنطرح رؤيتنا المشتركة والتي تستند على إعادة النظر ببناء هيكلية ديمقراطية واجتماعية للدولة بالتوافق ومراعاة التكوين المجتمعي المختلف للمنطقة وشعوبها. من أجل سوريا حرة وديمقراطية توفر الحرية والعدل والمساواة لكافة أبنائها.
و في إطار الضرورة الوطنية والإنسانية الملحة لتنسيق وتوحيد جهود كل الوطنيين السوريين الأحرار, التقى ممثلون عن تيار اليسار الثوري في سوريا و ممثلون عن التحالف الوطني الديمقراطي السوري وتم التوافق على رفع درجة التنسيق والتعاون بينهما وصولاً لتوحيد الجهود المشتركة وبما يضمن الحفاظ على استقلالية كل طرف من جهة٬ وزيادة الفاعلية والتعاون المشترك والمشاركة في تقرير وصناعة مستقبل سوريا من جهة ثانية. واستمرار التواصل مع كل السوريين المخلصين لمصلحة سوريا بهدف الوصول لتحالف ديمقراطي واجتماعي أكثر اتّساعاً يشمل كل الوطنيين السوريين الأحرار الذين يتبنون الحل السياسي الذي يوفر الشروط والمقدمات الضرورية التي تتيح للشعب السوري إمكانية تقرير وصناعة مصيره بحرية والعمل من أجل تشكيل بديل وطني ديمقراطي إنساني أصيل ومقنع ويمكنه أن يجمع السوريين المخلصين للاستمرار في الطريق إلى تحقيق طموحاتهم في بناء سوريا جديدة يمكنهم أن يعيشوا فيها بحرية وعدالة وكرامة إنسانية وتمت الموافقة بين الطرفين على الخطوط العريضة فيما يتعلق بالرؤية السياسية للحل في سوريا الغد.
وأهم البنود التي تمّ التوافق عليها هي:
1-العمل من أجل بناء دولة المؤسسات التي تكون لخدمة المواطن وحماية الوطن والشعب وليس السلطة والشرائح الحاكمة.
2-العمل على إعادة تشكيل جيش وطني مبني على أسس تعددية ديمقراطية وطنية غايته حماية تراب الوطن وصون وحدته الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإبعاده كلياً عن النزاعات السياسية والولاءات الحزبية والعشائرية والمذهبية والطائفية والدينية.
3-ضمان كافة أشكال حرية التعبير والتنظيم والفعاليات الشعبية السلمية بما فيها حرية الإعلام والتظاهر السلمي وتشكيل الأحزاب والنقابات وكل أشكال التجمعات على أسس وطنية وإنسانية ولجميع مكونات المجتمع السوري.
4- تحقيق الحد الأقصى من التوافق والتكامل بين زيادة الإنتاج والإنتاجية من جهة والتوزيع العادل للمنتجات والثروات من جهة أخرى، وإعادة توزيع الدخل على أسس عادلة تخفف الهوة بين الاغنياء والفقراء لضمان تلبية حاجات الناس المادية والمعنوية واقرار نظام إقتصادي عادل يحدد سلم متحرك للاجور ومعاش الحد الأدنى ومساعدة العاطلين عن العمل في توفير عمل لائق لهم او اجر شهري مما يوفر ممارسة السوريين لحقهم في العيش بحرية وكرامة وعدالة.
5-سوريا دولة علمانية ديمقراطية حيث يتم الفصل بين الأديان ومؤسسات الدولة فالدين لله والوطن للجميع دون محاصصات طائفية ولا يجوز اشتراط ديانة أو طائفة أو قومية معينة في أي وظيفة أو مسؤولية بما فيها منصب رئيس الدولة.
6-الاعتماد على مبدأ اللامركزية السياسية في الحكم، وتوسيع دائرة اتخاذ القرار على كافة المستويات.
7-الدفاع عن الوطن وصيانة استقلاله وسيادته والعمل من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية هو عمل مترابط ومتكامل٬ واستقلالية ارادة الشعب السوري من اي هيمنة لدول إقليمية أو دولية عليه.
8-لا حرية للوطن بدون تحفيز وتحرير طاقات السوريين المبدعة لصناعة مستقبلهم بأنفسهم ولمصلحتهم.
9-سوريا دولة تعددية ديمقراطية تضمن حقوق جميع مكونات المجتمع السوري على أساس مبدأ اللامركزية السياسية
10-المساواة التامة في كافة الحقوق والواجبات ومن كافة الجوانب بين المرأة والرجل.
11- الشباب هم الطليعة الثورية لقيادة المجتمع؛وهم اﻷمل والمستقبل نحو بناء سوريا حرة تعددية ديمقراطية
12-اعتماد مبدأ العدالة الاجتماعية المستمدة من مبدأ سيادة القانون والفصل بين الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع ضمان إستقﻻلية الهيئة القضائية
-إن تحقيق الأهداف السابقة في سوريا الغد، غير ممكن إلا بالتغيير الجذري للنظام القائم، ومواجهة كل مشاريع الاستبداد والظلامية….
ولا بديل عن تنسيق وتنظيم جهود كل السوريين الديمقراطيين والعلمانيين والوطنيين والمستقلين الأحرار الذين دفعوا وبذلوا التضحيات في سبيل إنقاذ سوريا وصناعة مستقبل جديد يمكن فيه لكل السوريين أن يعيشوا بإخاء وحرية وعدالة وكرامة إنسانية.
ونحن في تحالفنا الجديد مستعدون للتعاون والتنسيق مع كافة القوى الديمقراطية السورية لتوحيد الجهود وإيجاد مخرج لما يعانيه شعبنا السوري.
-التحالف الوطني الديمقراطي السوري
-تيار اليسار الثوري في سوريا
٢٩ أيلول ٢٠١٦
اقرأ أيضا