أعلن العمال المنجميون في جبل عوام الذي تستغله “شركة تويست”عن تعليق معركتهم بعد توقيع بروتكول اتفاق مع الشركة التزمت الأخيرة من خلاله بتلبية حقوق العمال المتضمنة في مدونة الشغل والقانون المنجمي وإرجاع المطرودين إلى عملهم. يمثل تطبيق تلك الالتزامات مكاسب حقيقية للعمال انتزعوها انتزاعا من رأسمالية منجمية شرسة شعارها قتل العمال عبر إخضاعهم لظروف اشتغال بالغة القسوة، والتحلل من ابسط الحقوق.

لا يسعنا كما كل أنصار النضال العمالي إلا رفع تحياتنا إلى العمال الصامدين في وجه كل الضغوط والحملات المسعورة للنيل من عزيمتهم على الكفاح صونا لحقوقهم وكرامتهم والى زوجاتهم وأبناءهم وأمهاتهم وآبائهم الدين ساندوهم وتحملوا قلة الحاجة الممزوج بالخوف على حياة أبنائهم.
طبعا إن انتزاع مكاسب أولية تطلب تضحيات جسام جسدها المناضلون باعتصامهم بباطن المنجم، لكن علينا الإدراك أن الرأسمالية المنجمية الجشعة بجبل عوام لن يهدأ لها بال إلا بكسر شوكة العمال المنتصبة في وجه غطرستها فليست القضية عند شركة تعلن عن صافي أرباح سنوية تبلغ ملايين الاورو، بل في أن تقبل مرغمة على وجود تنظيم عمالي له حق الفيتو ويحد من سلطاتها المطلقة في إجبار العمال على الموت بالأشغال الشاقة والخطيرة أو الرمي بهم إلي وحش البطالة.
جاء الاتفاق عشية تهيؤ أنصار النضال العمالي لإطلاق حملة وطنية ودولية تضامنية مع معركة جبل عوام مما كان سيتيح فضحا للرأسمالية المنجمية بجل عوام أمام الجميع والتشهير بالجريمة المرتكبة هناك في حق الشغيلة المنجمية والمحيط البيئي بالمنطقة وبتفجير فضيحة ما تتعرض له الساكنة من نزع أراضي رعيها الجماعي واستغلالياتها الصغيرة غصبا وحصاد الأمراض المتنوعة التي تفتك بها واجهاض النساء الحوامل جراء التلوت وبطء نمو المواليد ونفوق الماشية …
سيناريو أعداء العمال مفضوح سيتحينون الفرص لتوجيه ضربتهم القاصمة في اللحظة المناسبة وسيحبكون خيوط المؤامرة من اليوم الأول لتعليق المعركة، بدورنا علينا أن نكون متيقظين ومتأهبين لصد خدعهم وشعارنا من يريد الانتصار في زمن الحرب عليه الاستعداد زمن السلم.

يا عمال المناجم يا كل العمال اتحدوا
عاش نضال عمال جبل عوام والمستقبل للنضال العمالي.
بقلم، متضامن عمالي