اعتصام عمال مناجم جبل عوام [سيدي أحمد و إغرم اوسار]: التضامن الطبقي أم الواجبات
بدأ اليوم 2 مايو 2016 اعتصام لعمال مناجم جبل عوام (منجمي سيدي أحمد و إغرم اوسار) باقليم خنيفرة.
بهذا يقع ما كان منتظرا ومحتما: تفجر الغضب العمالي نتيجة شدة القهر وهضم ابسط الحقوق.
فقد توالت بهذه المناجم حوادث شغل قاتلة، ناتجة عن تدهور ظروف العمل وحرص الشركة على أرباحها قبل صحة العمال وحياتهم. ويعمد رب العمل إلى استعمال شركات وساطة في التشغيل (سمسرة في البشر) لتفادي الترسيم وما يوجبه من حقوق العمال و أسرهم. إضافة إلى ما تتيحه شركات الوساطة من تضييق على العمل النقابي و حتى استحالته في حالات عديدة. وأسهم أيضا في تفجر غضب العمال تهرب إدارة المناجم من تلبية المطالب الملحة، وما ينتج عن هذا التهرب من تدهور الوضع الاجتماعي للعمال وعائلاتهم رغم كل ما يتحملون من مشاق ومخاطر العمل في باطن الأرض.
هذه الانتفاضة الجديدة لعمال مناجم جبل عوام جزء من انتفاضة اشمل بدأت بسعي العمال إلى تملك أداة نقابية حقيقية.
فمعلوم أن سماسرة العمل النقابي في الاتحاد المغربي للشغل قد جعلوا رهن إشارة إدارة مناجم جبل عوام (كما الحال في مناجم أخرى بعرض البلد وطوله) مكتبا نقابيا مواليا للإدارة ، أي معاديا فعليا لحقوق الشغيلة المقهورين. وقد حاول العمال استعمال هذا الإطار النقابي رغم طبيعته المعروفة، وضغطوا لخوض نضالات، ومحاولة مفاوضة الإدارة حول المطالب.
وبعد ان تبين العمال بالتجربة لا جدوى تلك المحاولات قاموا بتجديد مكتبهم النقابي في الاتحاد المغربي للشغل، ليتحمل المسؤولية فيه من سيكونون أوفياء لمصلحة العمال. غير أن الجهار الإقليمي للاتحاد المغربي للشغل رفض تشكيلة المكتب الجديد. فاضطر العمال إلى الانتقال إلى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وتحت لوائه يناضل العمال اليوم، بعيدا عن اتباع الإدارة. ولهذا الإطار النقابي تمثيلية بثلاثة مندوبي العمال فيما للجهاز المستظل بالاتحاد المغربي للشغل مندوب واحد.
الاعتصام العمالي بدأ، وقد يدوم مدة طويلة، و العمال بحاجة إلى تضامن ونصرة من كافة مناضلي القضية العمالية. ولن يجد في طبيعة الاتحاد العام للشغالين وطنيا ( نقابقة شباط) ذريعة للامتناع عن التضامن غير التالفين المتمسكين بالإطار العتيد تمسك عبدة الاوثان بأصنامهم. النضال العمالي بحاجة إلى التضامن أيا كانت مظلته، وحتى بدون مظلة.
إن دعم هذه النضالات الجزئية المنطلقة من القاعدة لضمان انتصارها، وتحولها إلى مثال ُيقتدى، وتفعيل التضامن البروليتاري على أوسع نطاق، هو الذي سيحضر شروط إضراب عام وطني حقيقي يجبر أرباب العمل ودولتهم على تلبية المطالب العمالية، و ليس “الحوار” البارد الذي تضيع فيه القيادات مصير الطبقة العاملة ومستقبلها.
النصر لعمال جبل عوام
النصر للنضال العمالي المسير ديمقراطيا وتحت رقابة القاعدة
اقرأ أيضا