انتخابات سبتمبر 2015: من أجل بناء حزب شغيلة لقيادة نضال مجمل الكادحين نحو تغيير حقيقي، شامل وعميق
للتحميل أنقر/ي على الرابط:
من-أجل-بناء-حزب-شغيلة-لقيادة-نضال-مجمل-الكادحين-نحو-تغيير-حقيقي،-شامل-وعميق –pdf
يقوم نظام الاستغلال والقهر الطبقيين بتجديد مؤسسات “الديمقراطية المحلية”، هذه التي ليست سوى قناع لاستبداد مركزي ولتفرعاته المحلية. فالسلطة الحقيقية توجد وطنيا بيد فرد، ومحليا بيد ممثليه [الولاة و العمال]، والاختيارات الاقتصادية والاجتماعية لا تحددها المؤسسات “المنتخبة” بل حكومة الظل، ومن خلفها مؤسسات الرأسمال الامبريالي، من اتحاد أوربي وبنك عالمي وصندوق نقد دولي…
طيلة عقود من استمرار تجديد المجالس المحلية، لم يزدد واقع عمال المغرب وفلاحيه الصغار، ومجل مفقريه، غير تدهورا وترديا نتيجة فرض سياسات مدمرة للمكاسب الاجتماعية الطفيفة، ومفرطة في استغلال الكادحين وقهرهم.
ويستفيد نظام الاستبداد من وجود “مؤسسات محلية منتخبة” برشوة محترفي السياسة، أقطاب الفساد والنهب، الذين يمثلون جزءا من قاعدة النظام الاجتماعية. وقد روج قسم من اليسار المغربي، المتحدر من الحركة الوطنية، أوهام وأضاليل التدرج في بناء الديمقراطية من داخل مؤسسات النظام ذاتها. وانتهت “التجربة الديمقراطية” بابتلاع النظام “للمعارضة المسؤولة”، واستعمالها لغاياته ( “حكومة التناوب”، …).
إن تحرر الطبقة العاملة ومجمل الكادحين لن يتحقق إلا بنضالهم خارج المؤسسات، أماكن العمل والشارع، ولن يكون للمؤسسات غير دور ثانوي منبري ضمن تكتيتكات أخرى يفرضها مستوى الوعي وميزان القوى الطبقيين. هذا ما أكده تاريخ البشرية المضطهدة. وقد استعملت الأحزاب العمالية الثورية مؤسسات الديمقراطية البرجوازية، بالمشاركة في الانتخابات طالما لم يبلغ المد الثوري مستوى إطاحة تلك المؤسسات واستبدالها بديمقراطية المجالس العمالية والشعبية.
غير أن الاستعمال الثوري لمؤسسات النظام البرجوازي، كوسيلة ضمن أخريات لتربية الطبقة العاملة وتنظيمها، يتطلب وجود المنظمة العمالية الثورية المستوعبة فعلا لدروس الثورات العمالية، وذات الحد الأدنى من الانغراس الكفيل بتنظيم التدخل في الانتخابات.
لم يشهد بلدنا قط هذا النوع من الاستعمال الثوري لمؤسسات الديمقراطية الزائفة بفعل خصوصيات يساره الجذري الذي ظل يستعمل حججا لا علاقة لها بالفهم العمالي الثوري للمسالة [المشاركة تزكية للنظام، الطابع الزائف للمؤسسات، …]، مستبعدا كل الدروس اللينينية بهذا الصدد.
إن بناء حزب التغيير الفعلي لواقع الاستغلال والاضطهاد يتطلب تحليلا ملموسا للواقع الملموس، لاستنباط التكتيكات الملائمة التي تنمي قدرة الشغيلة على النضال، وتوحد الطليعة الأرفع وعيا، في معارك الكفاح اليومي ضد الرأسمال وكل أشكال الاضطهاد الملازمة لنظامه. وهدف بناء هذا الحزب هو مبرر وجود تيار المناضل-ة. لذلك ينتهز فرصة الانتخابات الحالية ليوجه مجددا نداءه إلى كل مكونات اليسار الجذري والثوري لوضع حصيلة إجمالية لأشكال العمل و التدخل في النضالات وفي الحياة السياسية، بقصد استجلاء سبل النفاذ إلى أعماق طبقتنا لاستنهاض قواها وتوجيهها صوب هدف التحرر النهائي من نير الاستبداد والاستغلال.
ليست الانتخابات الحالية غير تجديد لآلية التحكم في الوضع بما يخدم مصالح الرأسمال المحلي والامبريالي، وستفتح جولة جديدة من تصعيد الهجوم على كادحي المغرب، بمزيد من خوصصة الخدمات العامة، وتشديد الاستغلال وتفشي البطالة والعمل غير القار، مع ما يستتبع ذلك من أهوال اجتماعية. ولن يكون اليسار المناضل في مستوى مهامه إلا بالاستناد إلا دروس كفاح الطبقة العاملة عالميا، وحسن استعمال التكتيكات التي اثبت التاريخ نجاعتها، سواء تعلق الأمر بالعمل في منظمات العمال النقابية، أو التحالفات، وعقد المساومات، أو استعمال مؤسسات الديمقراطية البرجوازية…
وحده النضال العمالي والشعبي المسترشد بدروس التاريخ، والمنفتح على الجديد، بروح نقدية خلاقة، كفيل بتفادي تضييع الفرص وبتأمين النصر.
لنعمل من أجل وحدة الكادحين ضد قادم التعديات على مكاسب تاريخية هامة
لنعمل على بناء حزب العمال الاشتراكي المعبر عن مصالح طبقتنا وعموم المضطهدين/آت
تيار المناضل-ة، 25 غشت 2015
اقرأ أيضا