روزا لوكسمبورغ Rosa Luxembourg (في قاموس لو ميترون Le Maitron، للحركتين العمالية و الاجتماعية)

النساء29 يناير، 2025

بمناسبة الذكرى 106 لاغتيال نسر الماركسية روزا لوكسمبورغ، نترجم للمناضلات والمناضلين تعريف قاموس لوميترون لأعلام الحركة العمالية لهذه الثورية الفذة [المناضل-ة] وُلدت في 5 مارس 1871 في زاموسك (بولندا الروسية)، واغتيلت في 15 يناير 1919 في برلين؛ مُنظرة ماركسية، وصحفية، وقائدة اشتراكية ديمقراطية يسارية ثم شيوعية.

تمثل روزا لوكسمبورغ اليوم، ضمن الحركة الاشتراكية الديمقراطية الألمانية لمطلع القرن العشرين برمتها، برغم أصلها (اليهودي البولندي) الشخصية الأشهر والحية أكثر من سواها أيضا… في حين يبدو ليبكنخت(فيلهلم وكارل) وبيبل وإيبرت ينتمون إلى حقبة وعالم منصرمين، من شأن روزا لوكسمبورغ أن تكون معاصرة لنا. يعود هذا إلى المشاكل التي أثارتها وعالجتها (القومية، العلاقة بين الإصلاح والثورة)، ولكن أيضًا، وربما أكثر من ذلك، إلى المثال الذي أعطت: مثال مناضلة وثورية مستعدة للموت من أجل أفكارها، وفي الآن ذاته حساسة لكل صنوف المعاناة، ومنفتحة على كل ضروب الفرح وعلى كل الفنون (الأدب والرسم والموسيقى). كانت صحفية وخطيبة مفوَّهة، واصلت تحليلات ماركس على المستوى النظري. أولا ضد إدوارد برنشتاين، ثم ضد كارل كاوتسكي، مناضلة من أجل اشتراكية وفية لعقيدة ماركس، لم ترُم تعديل النظام والمجتمع الرأسماليين، بل الاستعاضة عنهما بنظام ومجتمع مختلفين: اشتراكيين.
كانت دينامو الحركة السبارتاكية، وترددت في القطع تنظيميا مع الاشتراكية الديمقراطية اليسارية حتى اللحظة (ديسمبر 1918) التي بدا فيها كل تعايش داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل مستحيلاً؛ فشاركت في تأسيس الحزب الشيوعي الألماني. وانتقدت جوانب من سياسات لينين وتروتسكي(في نص صدر بعد وفاتها بعنوان ”الثورة الروسية») مُعارٍضةًالانحرافات الإصلاحية والاستبدادية.
ربما حظيت روزا لوكسمبورغ، أكثر من لينين،باحترام «كل من يفكر بنحو مغاير»لتفكيرها. كتبت، في رسالة من سجنها في فرونكه إبان الحرب، إلى ماتيلد وورم: ”حاولي أن تبقي كائنا إنسانا. هذا هو أهم شيء حقًا. وهذا يعني أن تكوني صلبة وثاقبة النظر وبهيجة، نعم بهيجة برغم من كل شيء والباقي».
ولدت روزا لوكسمبورغ لعائلة يهودية ثرية انتقلت للاستقرار في وارسو. وهناك درست من عام 1884 إلى عام 1887، بثانوية البنات. وفي سن السادسة عشرة (1887)، انضمت إلى مجموعة من الاشتراكيين الثوريين (بروليتاريا). باتت مهددة بالاعتقال، فهاجرت إلى سويسرا (1889)، حيث درست العلوم الطبيعية والرياضيات ثم العلوم السياسية والاقتصاد في جامعة زيورخ. وفي زيورخ تعرفت على ليو يوغيشيسLeo Jogiches  وأصبحت صاحبته. قامت بالتعاون مع يوغيشيس ومارشليفسكيMarchlewski  ووارسكي Warski بإصدار نشرة اشتراكية بولندية بعنوان «القضية العمالية» (SprawaRobotnicza 1893)، وأسست الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمملكة بولندا (1894)، الذي أصبح في عام 1900 الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمملكة بولندا وليتوانيا(SDKPiL). وشاركت، بصفتها مندوبة لهذا الحزب، في جميع مؤتمرات الأممية الثانية حتى عام 1912. وعاشت في باريس في عامي 1894-1895، حيث كانت تعمل على أطروحتها، في شارع ريلي (الدائرة الرابعة عشرة) وشارع فيوترييه (الدائرة الثامنة عشرة).
وفي عام 1896، تواصلت مع كارل كاوتسكي، رئيس تحرير مجلة دي نويه تسايت، ونشرت عدة مقالات عن بولندا في هذه المجلة. وفي العام الذي بعدُ، ناقشت أطروحتها للدكتوراه عن التطور الصناعي في بولندا، ونُشرت الرسالة. واستقرت، بعد حصولها على الجنسية البروسية بزواج صوري مع غوستاف لوبيكGustav Lübeck، في برلين، حيث انضمت إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي (1898). ومنذئذ، ودون كف عن الإسهام في أنشطة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمملكة بولندا وليتوانيا، كرست روزا لوكسمبورغ معظم وقتها للنضال داخل الاشتراكية الديمقراطية الألمانية.
أُسنِدت إليها، بعد وصولها بفترة وجيزة، هيئةُ تحرير صحيفة SächsischeArbeiterzeitung، لكنها تخلت عنها بعد ثلاثة أشهر (سبتمبر – نوفمبر 1898)، بسبب خلاف مع بعض أعضائها.
وقد لفتت سلسلة مقالات هاجمت فيها ببراعة نظريات إدوارد برنشتاين المراجِعة للماركسية، نُشرت في سبتمبر 1898 في صحيفة لايبزيغر فولكس تسايتونغ، الانتباه إليها على الفور. وواصلت دحضها لنزعة المراجَعة («التحريفية») في العام التالي في جملة مقالات ثانية (أبريل 1899). ونشرتها كلها في كتيب بعنوان»إصلاح اجتماعي أم ثورة؟».ولم تتردد هذه الشابة ذات السبعة والعشرين ربيعاً، والتي لم تكن معروفة حتئذ، في مهاجمة أحد منفذي وصية إنجلز، رئيس التحرير السابق لصحيفة سوزيالدمكرات، بمعارضته بعقيدة ماركس التي أبانت عن دراية عميقة بها. وأكدت، في مقابل فكرة برنشتاين بتحويل الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى حزب ديمقراطي «مثل أي حزب آخر»، على الرسالة الثورية للاشتراكية الديمقراطية، التي هي من جهة أخرى السبيل الوحيد لتحقيق إصلاحات كبيرة لصالح الطبقة العاملة.
ومنذ العام 1898 فصاعدًا، كانت روزا لوكسمبورغ مندوبة في المؤتمرات السنوية للاشتراكية الديمقراطية، حيث دافعت بقريحة عن مواقفها. وحظيت بصداقة بيبل وكاوتسكي، وشاركت في الحملات الانتخابية للحزب وأثبتت مهاراتها في الخطابة. وكانت تتناول الكلمة بانتظام في الاجتماعات العامة.
وعرضت، بصفتها مندوبة إلى مؤتمر الأممية في باريس، تقريراً عن النزعة العسكرية، وانتقدت بشدة السياسات الاستعمارية للقوى العظمى (1900). في عام 1904، حُكم على روزا لوكسمبورغ بالسجن لمدة ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة إلى الإمبراطور.
ومثلت، منذ العام 1904 وحتى الحرب، الحزبَ الاشتراكي الديمقراطي لمملكة بولندة وليتوانيا في المكتب الاشتراكي الدولي. وكانت معرفتها باللغتين الفرنسية والروسية تتيح لها التعامل بكفاءة مع المشاكل الدولية (قضية دريفوس، والإضرابات البلجيكية، ومشاركة الاشتراكي ميلران Millerand في حكومة ”برجوازية“). ونشرت في عام 1904، مقالاً في صحيفة «دي نويه تسايت» بعنوان «المسائل التنظيمية للاشتراكية الديمقراطية الروسية“، انتقدت فيه تصور لينين للحزب (البلشفي)، الذي كان غير معروف في ذلك الوقت تقريبًا. بيّنت روزا لوكسمبورغ خطورة إقامة ”مركزية بيروقراطية“، ودعت بدلاً من ذلك إلى «نشاط البروليتاريا الثوري المستقل».
عندما اندلعت الثورة الروسية في العام 1905، غادرت مكتب تحرير جريدة «فورفورتس» التي كانت قد انضمت إليها للتو، لتذهب في سرية إلى وارسو تحت اسم مستعار. ألقي عليها القبض في مارس 1906، وعانت من السجن القاسي قبل أن يُطلَق سراحها في يوليو بكفالة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ووُضعت تحت الإقامة الجبرية في فنلندا. وكتبت هناك كتيبًا بعنوان «الإضراب الجماهيري والحزب والنقابات»، حيث حللت أساليب النضال التي استعملتها الحركة الثورية في روسيا، معطية بها المثال للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا. وأشارت إلى أن النضال كان موجَّهاً «ضد الاستغلال الرأسمالي بقدر ما كان موجَّهاً ضد سلطة الدولة القديمة». واعتبرت أن على شغيلة ألمانيا «أن يعتبروا الثورة الروسية شأنهم الخاص، فلا يكفي أن يعبرواعن تضامن طبقي أممي مع البروليتاريا الروسية، بل عليهم أن يعتبروا هذه الثورة فصلاً من تاريخهم الاجتماعي والسياسي».
لكن قيادة الحزب، وباتفاق مع النقابات، قدَّمت الحفاظ على المنظمة وتطويرها على التحريض والعمل الثوري. ومنذئذ، لم يدافع عن مواقف روزا لوكسمبورغ التي كانت أقلَّوية بنحو واضح إلا جناح يساري قليل التنظيم وممثلاً بأقل من ثلث مندوبي مختلف المؤتمرات التي هيمنت عليها منذ 1907-1908 فصاعداً قيادة مهتمة بالبراغماتية والفعالية الفورية. وفي مؤتمر لندن للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي (13 مايو – 1 يونيو 1907)، الذي حضرته ممثلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمملكة بولندة وليتوانيا، صوتت في كثير من الأحيان، ولكن ليس دائماً، مع البلاشفة ضد المناشفة. وفي مؤتمر الأممية في شتوتغارت (أغسطس 1907) دفعت بتبني قرارات تدين السياسة الاستعمارية وتطالب الاشتراكيين الديمقراطيين، في حالة نشوب الحرب، بمعارضة النزاع واستغلال حالة الأزمة للتعجيل بإسقاط النظام الرأسمالي.
تفاقمت الخلافات بين روزا لوكسمبورغ وقيادات الحزب والنقابات بعد العام 1906، لدرجة أنها لقيت صعوبة في نشر مقالات في الصحافة الاشتراكية الديمقراطية، المتحكَّم بها بشدة من قبل قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي ديسمبر 1913، اضطرت، باشتراك مع مارشليفسكي وفرانز مهرينج، إلى إصدار صحفيتها الخاصة بعنوان SozialdemokratischeKorrespondenz. وفي عام 1910، تسبب اقتراحها بنشر فكرة الإضراب الجماهيري والدعوة إلى تحويل الرايخ إلى جمهورية في انفصالها عن كارل كاوتسكي.
وكرست منذئذ الكثير من وقتها للتدريس والبحث. وقامت من 1 أكتوبر 1907، بتدريس الاقتصاد السياسي في مدرسة الحزب المركزية في برلين. وقد وفرت محاضراتها مادة لكتاب عملت عليه لسنوات، وهو كتاب «مدخل إلى الاقتصاد السياسي»، الذي لم تكمله، لكن مسودة عناصره نُشرت بعد وفاتها على يد صديقها بول ليفي. ونشرت في عامي 1908 و1909، جملة مقالات باللغة البولندية عن «المسألة القومية والحكم الذاتي»، حيث جادلت ضد فكرة استقلال بولندا ودافعت عن النزعة الأممية.
وفي عام 1913، صدر كتابها «تراكم رأس المال»، حيث حاولت مواصلة الأفكار التي وضعت شكلها الأولي في منعطف القرن لتعيين حدود توسع الرأسمالية في العصر الإمبريالي. وإبان الحرب، ردت روزا لوكسمبورغ على الانتقادات التي وُجهت لهذا العمل بمقال سجالي بعنوان: «نقد النقد (EineAntikritik)»، جرى ضمه منذئذ في كل طبعة من طبعات كتاب «تراكم رأس المال». بيد أن التاريخ لم يؤكد بعض استنتاجات كتاب «تراكم رأس المال» المتوقِّعة انهيار الرأسمالية بمجرد انتشارها في جميع أنحاء العالم.
تسببت خطاباتها المناهضة للعسكرة في محاكمة روزا لوكسمبورغ مرتين في عام 1914، أسفرت إحداهما عن الحكم عليها بالسجن لمدة عام، وهي العقوبة التي قضتها من فبراير 1915 إلى فبراير 1916.
شاركت، في يوليو 1914، في الاجتماع الأخير للمكتب الاشتراكي الدولي في بروكسل. وما إن اندلعت الحرب حتى بدأت في جمع العدد القليل من المناضلين الاشتراكيين الديمقراطيين المعارضين لـ»الاتحاد المقدس». ساهمت في نشر العدد الأول (أبريل 1915) من مجلة «Die Internationale» (أبريل 1915)، والتي جرى حظرها على الفور. حال سجنها دون مشاركتها في مارس 1915 في المؤتمر الدولي للنساء الاشتراكيات المنعقد في سويسرا بمبادرة من صديقتها كلارا زيتكين، حيث صودق على بيان مناهض للحرب.
وقامت في السجن بتحليل أغلاط وأخطاء الاشتراكية الديمقراطية الألمانية، ونددت بطبيعة الحرب في كراسة بعنوان «أزمة الاشتراكية الديمقراطية»، وُزعت سراً تحت اسم «يونيوس» المستعار. وحددت في وثيقة ”المبادئ التوجيهية» (Leitsätze) التي اعتمدتها جماعة «أممية Internationale»، أسس منظمة أممية جديدة. وكان لها دور حاسم في تشكيل الحركة السبارتاكية، وتحديد أهدافها.
اعتُقلت احتياطيا في يوليو 1916، وقضت بقية الحرب في السجن، لكنها تمكنت من كتابة المنشورات والمقالات التي ظهرت في رسائل سبارتاكوس. كتبت في سبتمبر 1918، وهي في السجن، ملاحظاتها عن الثورة الروسية، حيث انتقدت لينين وتروتسكي لتقسيمهما الأرض إلى قطع أرض صغيرة فردية، واستسلامهما للمطالب القومية، وحل الجمعية التأسيسية في يناير 1918. لم يمنع ذلك روزا لوكسمبورغ من المطالبة منذ نوفمبر 1918 في ألمانيا بكامل السلطة لمجالس العمال، ومعارضة انتخاب جمعية وطنية. كانت مؤاخذتها الأساسية للبلاشفة هي»إلغاء الديمقراطية»وإقامة ديكتاتورية «حفنة من السياسيين، أي ديكتاتورية بالمعنى البرجوازي». ودعت إلى وسائل مختلفة تمامًا، وأكدت أنه «من دون حرية الصحافة غير المحدودة، ومن دون حرية التجمع والتنظيم غير المقيدة، لا يمكن تصور هيمنة جماهير شعبية عريضة».
أُطلق سراحها من السجن في بريسلاو في بداية نوفمبر 1918 بفعل الثورة، وعُينت مسؤولة عن تحرير صحيفة «دي روت فانه» (الراية الحمراء) السبارتاكية، في برلين. وقد نددت فيها بشدة بسياسات الأغلبية الاشتراكية التي كانت تؤيد الثورة المضادة. ولم توافق مع ذلك، في بداية شهر يناير، على تصريحات كارل ليبكنخت، بان ثمة فراغ في السلطة. واعتبرتها، ليس بدون سبب، مغامِرة.
نشرت، في 14 ديسمبر 1918، صحيفة دي روت فانه برنامج عصبة سبارتاكوس الذي كانت قد وضعته، وكان يتوخى يوم عمل «لا يزيد عن ست ساعات»وتشريك الشركات الكبيرة وكذلك الملكيات الزراعية الكبيرة والمتوسطة. وكتبت فيه أن الاشتراكية لا يمكن أن «تنتج عن مراسيم أي سلطة»، ولكن لا يمكن تحقيقها إلا «من قبل الجماهير الشعبية ذاتها». كما دعت أيضًا إلى إلغاء العمل المأجور.
عرضت روزا، في مؤتمر تأسيس الحزب الشيوعي الألماني (برلين، 30 ديسمبر 1918-1 يناير 1919)، برنامجها المقترح، وجرى اعتماده. ودعت في خطابها إلى ”ثورة البروليتاريا العالمية“. ودعت أيضا، دون نجاح، إلى ضرورة مشاركة الحزب الجديد في انتخابات الجمعية الوطنية، معتبرة أن الثورة لم تكن سوى في بدايتها. كانت لديها نظرة أكثر واقعية للوضع من معظم المندوبين الذين كان يجرفهم الحماس والنزعة التفاؤلية.
كانت روزا الحمراء طوال حياتها هدفًا للافتراءات. وفي نوفمبر-ديسمبر 1918، اشتدت هذه الحملة لدرجة وصف هذه المناضلة التي لم تكن تريد، وقد انتهت الحرب، إراقة قطرة دم واحدة، بـــ ”روزا المتعطشة للدماء(Die blutige Rosa)».
رفضت، في أسبوع برلين الدامي، مغادرة العاصمة تضامناً مع بروليتاريا برلين. جرت وشاية بها، وألقي القبض عليها مع كارل ليبكنخت على يد دورية من فوج فرسان الحرس (15 يناير 1919) التي كانت تمشط برلين بناءً على أوامر نوسكه. أغتيلت أثناء الليل، وألقيت جثتها في إحدى القنوات ولم يُعثر على جثتها إلا بعد خمسة أشهر. وفي 13 يونيو 1919، أقام لها أهالي برلين جنازة مهيبة.
ترجمة : المناضل-ة ، باستعانة بـDeepl
المصدر: https://maitron.fr/spip.php?article216457
https://maitron.fr/spip.php?article216457, notice LUXEMBURG Rosa par Gilbert Badia, notice revue et complétée par Julien Chuzeville, version mise en ligne le 23 juin 2020, dernière modification le 9 septembre 2021.

شارك المقالة

اقرأ أيضا