تندرارة- معتركة: نضال فرع جمعية المعطلين من أجل الشغل والمطالب الشعبية (حوار)

الشباب و الطلبة18 أكتوبر، 2024

تندرارة مدينة في عمق المغرب الشرقي المهمَّش، الذي لا تصله التنمية إلا على شكل شركات تتهافت لنهب ثرواته (الغاز الطبيعي)، أو على شكل حرمان من الحقوق (الشغل، الصحة، السكن… إلخ). يمثل فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين- تندرارة رأس حربة النضال بالمنطقة. تعريفا بنضالات الفرع أجرى موقع جريدة المناضل- ة حوارا مع أحد مناضلي الفرع هذا نصه:

1* هل يمكن أن تقدم نبذة عن المنطقة (تندرارة- معتركة): الموقع الجغرافي، عدد السكان، الأنشطة الاقتصادية الأساسية للسكان، البنية التحتية (طرق وتعليم وصحة… إلخ).
تقع مدينة تندرارة في الشرق بإقليم فجيج عمالة بوعرفة- جهة الشرق، تبعد عن مدينة وجدة حوالي 200كلم، يبلغ عدد سكانها حوالي 15,390 نسمة حسب إحصاء 2014. الأنشطة الاقتصادية للمنطقة هي الكسيبة ومع توالي سنوات الجفاف وغياب الدعم انقرضت هذه الأخيرة.
تُعرَف تندرارة بالغاز الطبيعي وفيها ثروة هائلة منه لكن للاسف لا يستفيد السكان منها، بل الشركات الأجنبية وشركائها المحليين (شركة مناجم). فقد قامت شركة «ساوند إنجري» منذ عام 2016، في إطار شراكة مع المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن بحفر عدد من الآبار، حيث تم تحقيق اكتشافات للغاز الطبيعي مما مكن من الحصول على رخصة استغلال ابتداء من 2018. وفي بداية سبتمبر 2024، أعلن بلاغ للشركة انتهاء الأعمال التمهيدية في آبار «تي- 6» وتي- 7»، استعدادا لإنتاج الغاز على المدى الطويل في محطة الغاز الطبيعي المسال الصغير قيد الإنشاء حاليا في الموقع، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج سنة 2025.
لا تنعكس هذه الثروات على الخدمات العمومية والاجتماعية في المنطقة. فقطاع الصحة- على سبيل المثال لا الحصر- شبه منعدم. تنشتر في المنطقة أمراض جلدية وأمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، ونظرا للخصاص الذي تعرفه المنطقة في ما يخص الأطقم الطبية في المركز الصحي العمومي التابع لوزارة الصحة (بوعنان)، تم تدعيم خدماته بجلب طبيب عسكري تابع للقوات المسلحة الملكية، يعمل على تشخيص الحالات المَرضية التي تستلزم عناية فورية؛ بينما يتم إرسال الحالات التي تستدعي تدخلا طبيا على نحو متخصص إلى المركز الاستشفائي لمدينة وجدة التي تبعد عن تندرارة بـ 200 كلمتر تقريبا.
2* متى تأسس فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، لإرع تندرارة- معتركة، وما أهم نضالاتها؟ وهل سبق وحققت مكاسبا؟
أعيد تأسيس فرع الجمعية الوطنية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين- تندرارة سنة 2022. خضنا سنتين من نضالات بطولية من أجل الشغل وتضامنا مع مطالب شعبية. سنة 2023 خلدنا ذكرى حراك 20 فبرايربوقفة احتجاجية إنسجاما وموقع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بإعتبارها جزء من الحركة الجماهيرية ورافدا من روافد حركة التحرر الوطني، تأكيدا منا بأن واقع الأزمة الذي أنتج انتفاضة 20 فبراير لا يزال قائما، وأن لا خيار للشعب ومناضليه الشرفاء سوى الساحات والميادين من أجل التحرر.
وفي ماي 2023 خضنا معتصما مرفوقا بمبيت ليلي، وفي غشت 2023 جسدنا مسيرة ليلية انطلقت من المعتصم المقام أمام مقر الجماعة. وفي 22 سبتمبر 2024، قامت السلطة بمصادرة أغطية ولافتات المعتصم الطويل الذي انطلق منذ 09 غشت 2024، ما دفعنا إلى تجسيد وقفة احتجاجية تنديدا بذلك. وهذه فقط على سبيل المثال لا الحصر. كانت هناك حوارات لكن على أرض الواقع لا مكاسب.
كما خاض الفرع المحلي يوم 26 يناير 2024 وقفة احتجاجية أمام وكالة المكتب الوطني للكهرباء والماء، تنديدا بغلاء فواتير الكهرباء وارتفاعها بشكل مهول، ورفع شعارات تندد باستهداف جيوب الساكنة بهذه الفواتير الملتهبة،والتي تضرب قوتهم ومصدر عيشهم الهش.كما طالب بضبط المعطيات الحقيقة التي تسجلها العدادات والضرب على يد كل من تسول له نفسه أن يتلاعب بمصالح المواطنين وحقوقهم الشرعية، إضافة إلى فتح تحقيق في الموضوع أو القيام بمراجعة شاملة لجميع العدادات وتصحيح الفواتير حتى تتطابق المعلومات بينهما.
طبعا لم يقتصر نضالنا فقط على المطالبة بالشتغيل والتضامن مع نضالات السكان، ففي فاتح أبريل 2024 جسدنا وقفة احتاجية تخليدا للذكرى 48 ليوم الأرض الفلسطيني، وتنديدا بالإبادات الجماعية والتطهير العرقي في حق الشعب الفلسطيني الأبي من طرف الصهيونية الغاشمة.
3* دخلتم في إضراب عن الطعام يوم 02 أكتوبر 2024؟ ما سبب هذه الخطوة؟ وهل كان هناك تدخل من طرف السلطات المحلية؟
آخر خطوة خاضها الفرع هي خطوة الاضراب عن الطعاميوم 2 أكتوبر 2024، بعد سنتين من النضال (وقفات اعتصامات مسيرات…)، وعُقد على إثره حوار مع السلطة، التي أطلقت وعودا لكن لا شيء على أرض الواقع.
بالنسبة لتعامل السلطة مع المعركة تعرضنا للقمع والمنع من تجسيد المبيت الليلي أمام جماعة تندرارة. توصلنا بقرار منع يوم 27 سبتمبر 2024 من قيادة تندرارة، بمبرر أن الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات التي ننفذها أمام مقر جماعة تندرارة «تُربك السير العادي للمؤسسة العمومية وتمنع الموظفين من أداء مهامهم»!هذاه الجماعة هي نفسها التي لم تفِ بعدُ بوعودها لسكان حي الخيام بإعادة الإسكان.
4* دخل فرع الجمعية مؤخرا في معركة إلى جانب سكان الخيام؟ ما سبب هذه المعركة؟ وما مطالب السكان؟ وكيف كان تعامل السلطات المحلية؟
ملف سكان الخيام تشوبه خروقات من طرف المجلس القروي والسلطة المحلية. كان هناك مشروع إيواء 200 أسرة من قاطني الخيام والمباني المهددة بالانهيار سنة 2017. لكن عند اكتمال المشروع تبين أن فقط 148 منزلا هي التي شُيدت. ولما بدأت عملية الإسكان تبين أن اللائحة تضم أناسا عن طريق الزبونيةوالمحسوبية، وأقصيأناس بسطاء لا يملكون تلك الوساطة، رغم أنهم كانوا مدرجين في لوائح المستفيدين.
سكان الخيام كادحون فقراء جدا، وكانوا رحَّلا يعاتشون على رعي الغنم، ولكن بفعل الجفاف اضطروا لاستيطان الخيام على هوامش تندرارة. صرَّحت إحدى ساكنات الخيام (مطلَّقة وأم أطفال) قائلة: «نسكن فقط في الخيام، لأكثر من 30 عاما وأنا أقطن في الخيام… ونشتغل بأيدينا، وإن لم نعمل فليس لدينا من يمدنا بالخبز. إذا حلَّت الحرارة نحن الأوائل المتضررون منها، وكذلك حين تأتي الزوابع…». وكانت الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة مؤخرا، قد دفعت بالسلطات إلى إجلاء ساكنة الخيام إلى دار الطالب والداخليات.

بلغت معركة سكان الخيام شهرا ونصف تقريبا، وتعرضنا للقمع من طرف قائد قيادة تندرارة.فقد تبين أن الحوار الذي دعت إليه السلطة لم يكن من أجل البحث عن حل، بل لفرملة المعركة، وتبين أن السلطة والجماعة تريدان التفاوض على أساس 148 منزلا المبنية، وليس على أساس المشروع الأصلي القائم على 200 منزل.
هذا ما دفع أولئك المقصيين للخروج إلى الشارع للنضال وتضامن معهم مناضلو الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بتندرارة. وبعدما استنفذت السلطة جميع أوراق الكذب والتماطل والمساومة، استعملت لغة القمع والترهيب في حق مواطنين بسطاء. نتج عن القمع يوم 27 سبتمبر 2024: إصابة العيد بوراس على مستوى الرجل وهو شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكسر يد أمرأة كهلة، وإصابة أحد رفاق الجمعية.
ورغم ذلك لا نزال- إلى جانب السكان- مستمرين في النضال. حاليا نفكر في تصعيد النضال عبر مسيرة نحو ولاية وجدة أو الرباط.
بعد بلوغ نضال سكان الخيام يومه الواحد الأربعين، لا يزال مطلب السكان هو نفسه: إتمام تشييد المنازل المتبقية ونشر لائحة المستفيدين ومحاسبة كل من سولت له نفسه التلاعب في الملف.
نعتبر أننا في فرع الجمعية الوطنية- تندرارة جزءا من معركة سكان الخيام، وأصدرنا بيانا للرأي العام حول مستجدات المعركة في فاتح أكتوبر وجهنا عبرَه نداءً إلى كل الغيورين على حقوق المواطنين، وعموم المجتمع المدني، بالوقوف معنا في هذه المعركة لتحقيق العدالة الاجتماعية.
5* توجد تندرارة في إقليم فجيج، وهي منطقة تعرف نضالات كثيرة: نضالات سكان قصر فجيج ضد تفويت خدمات الماء والكهرباء، نضالات منجميي بلدة بني تجيت ضد تفويت المناجم للقطاع الخاص… إلخ. أليس هناك تفكير لتنسيق هذه النضالات؟
بالنسبة التنسيق الإقليمي نحن نحاول العمل من أجل ذلك. وسبق لفرع تندرارة أن أصدر بيانا بتاريخ 10 يناير 2023 تضامنا مع نضالات سكان فجيج، ورد فيه: «في سياق الحراك الشعبي الذي تعرفه مدينة فجيج، يعمل النظام اللاوطني اللاديمقراطي واللاشعبي جاهدا على التصدي بالحديد والنار لكل الأصوات التواقة للتحرر والانعتاق، مبينا حقيقة مجموعة من الشعارات الجوفاء (الدستور الجديد، الانتخابات، دولة الحق والقانون…) التي تتكسر على صخرة الواقع العنيد…خروج الجماهير الشعبية بفجيج (عمال، طلبة، تلاميذ، كادحين، معطلين…) في احتجاجات عارمة ردا على السياسات الطبقية التي ينهجها مسؤولو الإقليم واحتجاجا على تفويت قطاع الماء لماڤيات ولوبيات تحصد الأخضر واليابس».

شارك المقالة

اقرأ أيضا