معركة شغيلة طوب فوراج (شركة مناولة لدى مجموعة مناجم – مدى) في منجم بوازار تسير لاستكمال شهر

بقلم محمد أمين الجباري

 

وحدةٌ وصمودٌ تشبثاً بحقوقهم ومطالبهم العادلة والمشروعة، وتضامن عمالي ما يزال في بدايته…

– للأسبوع الثالث على التوالي، نضال عمال شركة المناولة “طوب فوراج” (Top Forage) بمنجم بوازار بجماعة وسلسات، إقليم ورزازات،مستمر منذ يوم الاثنين 15 يوليوز 2024، ودخلوا اضرابا مفتوحا منذ يوم الاثنين 22 يوليوز 2024

 

 

للاطلاع على التقرير الأول: [https://www.almounadila.info/archives/22353]

——————————————

وحدة، صمود، ونضال مستمر لصيانة المكتسبات وانتزاع المطالب…

——————————————

إلى غاية يوم الأحد 04 غشت 2024، وبكل عزمٍ وإصرارٍ، ووحدة وتضامن، ورغم الظروف المناخية القاسية، حيث موجة حر شبه متصلة بالمنطقة، خلال هذه الفترة،يواصل عمال شركة المناولة “طوب فوراج” (Top Forage) بمنجم بوازار (قرب تازناخت) بجماعة وسلسات، إقليم ورزازات، نضالهم الذي انطلق منذ يوم الاثنين 15 يوليوز 2024 بسلسلة إضرابات متتالية، طيلة الأسبوع الأول، مصحوبة بوقفات احتجاجية واعتصامات أمام إدارة شركة “تيفنوت تيغانيمين” (CTT)، وكذا مسيرات أمام ساحتها.

(للإشارة: “تيفنوتتيغانيمين” (CTT) هي الشركة الأم المستغلة للمنجم، وتابعة بدورها لمجموعة شركة “مناجم” (MANAGEM)).

وذلك احتجاجا على عدم أدائهم أجورهم، وهضم حقوقهم، والتراجع على بعض مكاسبهم، ومحاولة استبدالهم بعمال آخرين (تسريحهم)، والاستخفاف بمطالبهم العادلة والمشروعة، وأهمها:

– تسوية أجورهم: لم يتلقى العمال أجرة شهر يونيو 2024، ما جعلهم اليوم بدون أجور منذ شهرين، مما تسبب في تأزيم أوضاعهم وأوضاع أسرهم  المادية والاجتماعية، لا سيما خلال هذه الفترة لتزامنها مع فترة عيد الأضحى، والعطلة الصيفية…

– تسوية مستحقات منحة الأقدمية؛

– تسوية منحة عاشوراء؛

– ضد حرمان الأبناء في المخيم الصيفي: تم إلغاء التخييم لأبنائهم وعدم الاستفادة منه، بعد أن كان مكسبا.

– تمتيع العمال بالتغطية الصحية؛

– تسوية باقي الملفات العالقة؛

– تحسين ظروف العمل، وبمقدمتها توفير شروط الصحة والسلامة المهنية بما يضمن السلامة من مخاطر الشغل والأمراض المهنية…

إنها ليست سوى تلك الحقوق والمطالب الأولية والبسيطة للعاملات والعمال المنصوص عليها في تشريعات الشغل (مدونة الشغل، مراسيم، قانون السلامة بالمناجم…)، ومفترض ألَّا يضطر العمال للنضال من أجل نيلها، لكن على قلتها وعلاتها، ورغم عدم كلفتها وتأثيرها على الأرباح، يرفض المشغِّلون تمتيع العمال بها.

وأمام تجاهل احتجاجاتهم، وعدم الاستجابة لمطالبهم، قرر العمال الدخول في إضراب مفتوح منذ يوم الاثنين 22 يوليوز 2024، مصحوب باعتصامات ووقفات احتجاجية يومية أمام مقر إدارة الشركة “تيفنوتتيغانيمين”(CTT)، ومسيرات يومية بساحتها بالمنجم، خلال كل يوم من أيام الإضراب.

ولغاية اليوم، لايزال العمال يواصلون إضرابهم المفتوح هذا نظرا لغياب أية استجابة جدية لمطالبهم العادلة والمشروعة من طرف المشغلين.

——————————————

المعركة أنهت أسبوعها الثالث، ودخلت أسبوعها الرابع:

– تضامن عمالي لايزال أوليا ينبغي تطوير أشكاله…                                 

——————————————

منذ انطلاق المعركة النضالية لعمال شركة المناولة “طوب فوراج”(Top Forage) بمنجم بوازار، والبالغ عددهم 254 عاملا، يوم الاثنين 15 يوليوز 2024، سارعت عدة إطارات مناضلة إلى التضامن، وفك العزلة،والحصار الإعلامي عن المعركة.

– أولها، الاتحاد المحلي للاتحاد المغربي للشغل بورزازات، حيث قام بزيارة تضامنية إلى معتصم العمال، رافقه فيها عدد من أعضاء المكاتب بالاتحاد، يوم الأربعاء 17 يوليوز 2024، وإصدار بيان تضامني؛ ويوم الجمعة 19 يوليوز 2024، راسل كُلَّاً من عمالة إقليم ورزازات، والأمانة العامة لمركزيتهم النقابية: الاتحاد المغربي للشغل؛ كما قام بزيارة تضامنية ثانية إلى المعتصم، يوم الثلاثاء 30 يوليوز 2024؛ هذا فضلا عن مواكبته لمعركة العمال منذ بدايتها.

– ويوم الخميس 25 يوليوز 2024، اتخذ المكتب النقابي لعمال الشركة الأم “CTT” بالمنجم، المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل (UMT)، خطوة نضالية جريئة بدعوته عاملات وعمال الشركة إلى خوض وقفات احتجاجية أيام الثلاثاء والأربعاء 30 و31 يوليوز 2024 ويوم الخميس 01 غشت 2024، على الساعة 08 صباحا لمدة نصف ساعة و15 بعد الزوال لمدة نصف ساعة بالمنجم، خارج أوقات العمل، وذلك تضامنا مع العمال المضربين، واحتجاجاً على “عدم الحس بالمسؤولية أمام الأوضاع الخطيرة والكارثية المادية والنفسية التي يعيشها العمال وأسرهم”. وقد تم تنفيذ هذه الخطوة النضالية من طرف أغلب عاملات وعمال “CTT”.

– ويومي الاثنين والثلاثاء 29 و30 يوليوز 2024،  نظم مناضلون من أكادير ، نقابيون وغير نقابيين، ومعهم مراسل جريدة المناضل-ة  زيارة  تضامن إلى معتصم العمال بالمنجم.

– ويوم السبت 03 غشت 2024، صباحاً، نظمت جمعية “أطاك المغرب”-مجموعة ورزازات زيارة تضامنية إلى المعتصم بالمنجم.

إنه تضامن ما يزال أوليا، إذ عدد المشاركين في هذه الأشكال قليل، ولم يرقَ بعد إلى تنظيم قوافل تضامنية من طرف الإطارات النقابية والحقوقية من مختلف المدن، مع تنظيم حملات إعلامية واسعة لفك الحصار حول المعركة، وكذا السعي لحشد تضامن شعبي من أسر العمال…

——————————————

المعركة دخلت أسبوعها الرابع:

المشغلون (شركة المناولة والشركة الأم) يسعون إلى فرض الأمر الواقعبتسريح العمال بأسهل الطرق، وأجهزة الدولة تشحم المقصلة…

——————————————

إلى الآن، المعركة مستمرة، وقد دخلت أسبوعها الرابع، أبان فيها العمال، مرة أخرى، كما العادة، بفضل تجاربهم النضالية السابقة وحسهم الطبقي، عن صمودهم ووَحْدَتهم وتضامنهم من أجل نيل حقوقهم البسيطة والعادلة…

فيما المشغلون (شركة المناولة والشركة الأم) يسعون إلى فرض الأمر الواقع بتسريح العمال بأسهل الطرق، وإعادة ترتيب أمرهم بما يخدم مصالحهم الخاصة، على حساب قوت العمال وعرقهم، إذ صار معلوما اليوم إقدام الشركة الأم “تيفنوت تيغانيمين” (CTT) على فسخ العقدة التي تربطها مع شركة “طوب فوراج” (Top Forage) ابتداء من يوم الاثنين 29 يوليوز 2024، و”مدة الإخبار المسبق هي شهر”. لقد فعلت ذلك من خلف ظهر العمال ومكتبهم النقابي، ولم تكلف نفسها حتى إخبارهم بذلك، على غرار الإخبار المسبق بشهر للشركة المناولة “طوب فوراج” (Top Forage).

ومنذ فسخ العقدة، أقدمت شركة المناولة”طوب فوراج” (Top Forage) على اختلاس أجور عمالها، وحرمانهم من التمتع بالتغطية الصحية، كما تم حرمانهم من مكسبي منحة عاشوراء، والمخيم الصيفي لأبنائهم من طرف الشركة الأم (CTT) بمبررات واهية، فيما استفاد من ذلك باقي العاملات والعمال بالمنجم، سواء العاملين بالشركة الأم، أو بشركات المناولة الأخرى (حوالي 6 شركات).

يهدف المشغلون منذ البداية إلى إنهاك العمال، بشغلهم بمطالب ومكاسب أولية بسيطة، وإبقائهم معزولين، وخوضهم النضال خلال فترة من العام غير ملائمة (ويبدو أن المشغلين اختاروا أيضا توقيت الهجوم)، دون الحاجة إلى إجراءات قمعية مفضوحة، كما في معارك سنوات 2009، 2010، 2011، 2012 السابقة بذات المنجم.

وأما الدولة، وقد أخذت علما بالمعركة منذ انطلاقها، إذ تم مراسلة أجهزتها المعنية محليا وإقليميا؛ بل وتم طرح المشكل بالبرلمان بعد أسبوع من انطلاقها، يوم الاثنين 22 يوليوز 2024، حيث طرح أحد برلمانيّ ثاني حزب من أحزاب الحكومة الثلاثة سؤالا كتابيا على وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات حول الموضوع.

رغم ذلك وقفت ظاهريا موقف المتفرج المتابع، واكتفت بدعوة “الأطراف المعنية” إلى اجتماعات محلية للصلح بقيادة وسلسات، الأول يوم الأربعاء 24 يوليوز 2024، لم يفض إلى شيء يذكر لعدم حضور المشغل بالمناولة، والثاني يوم الجمعة 02 غشت 2024، كانت نتائجه هزيلة، دون مستوى انتظارات العمال. إلا أنها في الحقيقة بسلوكها هذا تقف إلى جانب المشغِّلين، وتساعدهم على كسب المعركة لصالحهم على حساب قوت العمال وانتهاك حقوقهم…

——————————————

ما زال العمال عُزَّلاً أمام طاحونة رأس المال…

اليوم، وقد دخلت المعركة أسبوعها الرابع، ما تزال كل الظروف مواتية لأرباب العمل لفرض ما يرونه مناسبا لهم، وبسبب الانهاك والضغوطات على العمال وإحساسهم بالعزلة…، ستزداد فرصهم في ذلك أسبوعا بعد أسبوع، ما لم يتطور التضامن العمالي والشعبي مع العمال إلى المستوى المطلوب، وما لم يقطع العمال مع أوهام التعويل على الدولة في الوقوف إلى جانبهم، أو على أية جهة أخرى، غير تضامن العاملات والعمال والإطارات المناضلة…

لذا،تحتاج المعركة إلى كل أشكال الدعم والمساندة، وفك الحصار الإعلامي، من قبل النقابات العمالية، كل النقابات، وخاصة نقابات عمال المناجم، ومن الإطارات الحقوقية المناضلة، ومن كافة أنصار الطبقة العاملة…

ويحتاج العمال إلى نفض أوهام التعويل على غير أنفسهم وتضامنهم وتضامن العاملات العمال معهم لمواجهة ما قد ينتظرهم من أيام قاسية…

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا