مواكبة لإضراب شغيلة طوب فوراج المفتوح بمنجم بوازار: مرض السيلكوز يفتك تدريجيا بحياة العمال، ومادة كادميوم المسببة للسرطان خطر قاتل يهدد العمال
بقلم محمد أمين الجباري
يكدح شغيلة المناجم، والمقالع، في ظروق قاسية جدا، تحدق بهم المخاطر من كل جانب. منها الانهيارات الصخرية، وما ينتج عن استعمال آليات ومعدات ميكانيكية، ومنها ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع مستوى الضجيج، وما إلى ذلك. وثمة بوجه خاص خطر الغبار المتصاعد من اعمال الحفر والجرف، وهي تصيب الجهاز التنفسي بالدرجة الاولى مسببة امراضا متنوعة، منها بالمقام الأول داء السيلكوز.
هذا في ظل تقشف ارباب العمل في الانفاق من اجل حفظ صحة الشغيلة، بغية تضخيم الأرباح. فترى معدات الوقاية منعدمة، او بحالة مهترئة، او بجودة ناقصة. ولا جهود جدية منتظمة لتنبيه العمال وارشادهم بشأن المخاطر وسبل الوقاية ، ولا دور فعلي للجنة السلامة إذا وُجدت. وكذلك شأن مندوبي السلامة الذي ينص قانون مستخدمي المناجم (ظهير 24 دجنبر 1960) على انتخابهم في المناجم المشغلة أكثر من 300 عامل. لا بل إن برجوازية المناجم تسعى الى الغاء مندوبي السلامة والاستعاضة عنهم بلجنة السلامة المنصوص عليها في مدونة الشغل (هذا ما جاء في مشروع قانون لتعديل ظهير 24 دجنبر 1960). والحال ان لجنة السلامة في المدونة صلاحياتها ضعيفة جدا مقارنة مع مندوب السلامة، لأن هذا الاخير متفرغ بالكامل لمهمته. تنويرا لشغيلة مناجم المغرب، ودعما للمعركة المفتوحة التي يخوض غمارها عمال شركة طوب فوراج في منجم بوازار، ننشر فيما يلي مادة تثقيفية، نطمح ان يطلع عليها الشغيلة لرفع مستوى اليقظة وتوحيد الجهوذ من اجل الدفاع عن ظروف عمل آمنة وحياة لائقة .
ما هو مرض السيلكوز : السُّحار السيليسيّ، أو داء السليكا؟
——————————————
السيلكوز أو السُّحار السيليسيّ (Silicose)، أو داء السليكا،هو مرض رئوي مزمن ينشأ بسبب استنشاق جزيئات غبار السيليكا الحرة، أي ثاني أكسيد السيلسيوم (SiO2)،حيث تدخل إلى الحويصلات الهوائية، وهناك يتم ابتلاعها من قبل خلايا البلعمة (Macrophages) الموجودة في الجدار والنسيج الخلالي (Tissue interstitiel)؛ وبمرور الوقت يمكن أن تتراكم السيليكا في الرئتين وفي ممرات التنفس بكميات كافية لتسبب المرض، حيث تؤدي إلى ظهور ندبات تجعل التنفس صعبًا.
لا يوجد علاج لداء السليكا، أو أدوية لوقف تطور المرض.
——————————————
ما هي مصادر غبار السيليكا؟ ومن هم العمال المعرضون له؟
——————————————
توجد مادة السيليكا بشكل طبيعي بالعديد من الصخور والحجر (جرانيت، حجر الرملي)، والرمل، والطين، وما إلى ذلك، وتوجد في الحالة الحرة في شكل بلوري أو غير متبلور، وفي الحالة المركبة في شكل سيليكات.
وتتواجد السيليكا البلورية في العديد من المنتجات مثل الخرسانة والملاط وطلاءات الواجهات وما إلى ذلك.
ولذلك فالأعمال والمهن التي من المحتمل أن تعرض العاملات والعمال لاستنشاق غبار السيليكا موجودة في غالبية أنشطة وأشغال الاستخراج، كالمناجم والمقالع…، والتشييد والبناء، والصناعات التحويلية….
ومن ثمة، فالعمال المعرضون لاستنشاق غبار السيليكا أثناء العمل، واحتمال إصابتهم بمرض السُّحار السِّيليسيّ، همعمال المناجم (كتعدين الفحم)، عمال المقالع (سواء مقالع الرخام، أو المحاجر، حيث السحق والتفتيت، أو مقالع الرمال)، عمال نفخ الزجاج ومعامل الزجاج، عمال الحفر والهدم والبناء والتشييد، قطع الحجر، صناعة الأطراف الاصطناعية للأسنان، المسبك، صناعة الكريستال والمجوهرات، صناعات السيراميك والبورسلين…
——————————————
ما هي أعراض مرض السحار السيليسيّ؟ وكيف يتطور؟
——————————————
عادةً، تظهر أعراض مرض السُّحار السِّيليسي بعد سنين من تعرض العامل(ة) إلى استنشاق غبار السيليكاأثناء العمل، حيث تدخل جزيئات صغيرة من هذاالغبار إلى الجهاز التنفسي وتتراكم هناك، وبمرور الوقت، يثير وجودها رد فعل مضادٍّ للجسم، ما يؤدي إلى تطور عدة أعراض.
1-أعراض المرحلة المبكرة
تكون خفيفة، تشبه الالتهاب الرئوي، وتشمل الآتي:
السعال؛ البلغم؛ ضيق التنفس التدريجي؛ تهيج العينين.
2-أعراض المرحلة التالية
بدون حماية مناسبة، ومع استمرار استنشاق الأغبرة، تَنشأ سماكة وتندب في الشعب الهوائية والرئتين، ومع تفاقم التندب، قد تكون العلامات الحقيقية الأولى للمشكلة هي الأشعة السينية غير الطبيعية للصدر، والسعال الذي يتطور ببطء.
3-أعراض المرحلة الأكثر حدة
بمجرد أن يصبح تندب الرئة أكثر حدة، ينتج عنه ضعف لا رجعة فيه في وظائفها، إذ يستمر داء السُّحار السيليسي في التفاقم،حتى بعد توقف التعرض، ويتطور إلى فشل الجهاز التنفسي المزمن وفشل القلب، والذي يظهر عمومًا بعد عشر أو حتى عشرين عامًا من التعرض (وبالتالي تظهر العديد من حالات السحار السيليسيبعد التقاعد).
وتظهر مجموعة من الأعراضتشبه أعراض التهاب الشعب الهوائية، والتي غالبا ما تكون السمات الأولى لسرطان الرئة، مثل:
سعال مستمر وطويل؛ ضيق التنفس؛ صعوبة التنفس؛ ضعف ووهن؛ تعب؛ حمى؛ تعرق ليلي؛ تورم الساقين؛ تغير لون الشفاه إلى الزرقة، وتصلب الرئتين وإتلافهما.
ويمكن إضافة مضاعفات أخرى: الالتهابات الثانوية، استرواح الصدر، أو حتى سرطان القصبات الرئوية.
——————————————
بعض سبل الوقاية من مخاطر السيليكا، ومن ثمة من مرض السُّحار السيليسيّ
——————————————
تتطلب المخاطر المهنية المرتبطة بالسيليكا العمل على تقليل التعرض المهني للسيليكا إلى أدنى مستوى ممكن، أو القضاء عليه إن أمكن، باتباع كل السبل المناسبة لبلوغ هذا الهدف، وذلك بالاحترام الدقيق لمبادئ الوقاية الجماعية والفردية، والمتمثلة في مختلف التدابير الوقائية الفنية، والتقنية، والتنظيمية، وتحسينات ممارسات العمل، وارتداء معدات حماية الجهاز التنفسي الشخصية، وبرامج التدريب…
وتقاس فعالية هذه التدابير بمدى تقليل تكرار وشدة أمراض الجهاز التنفسي بسبب السيليكا، وذلك حسب مكان العمل وطبيعة العمل المزاول به.
- تدابير الوقاية الجماعية: تعتبر تدابير الوقاية الجماعية، التي تسمح بالقضاء على التعرض أو الحد منه إلى أدنى مستوياته، ضرورية حيثما كان ذلك ممكنا: الحد من انبعاثات الغبار، وتعزيز إخلاءها من خلال الكنس والتهوية الكافية، وتركيب أجهزة شفط الغبار في المصدر، واختيار المنتجات وطرق التشغيل الأقل خطورة لإطلاق السيليكا في الهواء المحيط.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن غبار السيليكا، خاصة البلوري، تكمن خطورته في أنه غير مرئي للعين المجردة، كما أن وجود جو قليل أو معدوم الغبار على ما يبدو ليس علامة على السلامة؛ ولذلك فإن تدابير الوقاية ضرورية، وينبغي بشكل عام المراقبة لتوثيق التعرض، وتقييم مستواه…
- تدابير الوقاية الفردية:يجب أن تكون فقط مكملة لتدابير الحماية الجماعية أو للتعويض عن الوضع الاستثنائي الذي لا يمكن فيه تنفيذ تدابير الحماية الجماعية الكافية.
وتتمثل في استخدام أجهزة حماية الجهاز التنفسي (التزود بقناع مضاد للغبار مناسب حسب ظروف العمل ومهامه)، أو الحماية الكاملة (قناع كامل، نظارات، بدلة).
- يساعد التنظيف المنتظم على تقليل مستويات الغبار:
– يجب تنظيف أماكن العمل بالأدوات المناسبة، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تشتت الغبار عند تفريغ المكانس الكهربائية أو حاويات النفايات وتغيير مرشحات مجمع الغبار.
– يجب تنظيف مناطق العمل بقطعة قماش مبللة أو مكنسة كهربائية ذات مرشح مطلق، وليس باستخدام منفاخ أو مكنسة جافة، ولا باستخدام الهواء المضغوط لإزالة الغبار الملتصق.
تتعلق تدابير النظافة هذه بالأرضيات وأسطح العمل، ولكن أيضًا بالجدران والأسقف.
- يجب أن تكون المرافق الصحية (المراحيض، والأحواض، والاستحمام) متاحة للعمال، ومجهزة بشكل مناسب وبأعداد كافية، مما يسمح للعمال المعرضين للسيليكا بتنظيف أيديهم ووجوههم بشكل متكرر بالماء والصابون والاغتسال في نهاية نوبة العمل. في حالة التلوث الشديد، يجب تنظيف المرافق الصحية نفسها بدقة.
- يجب توفير غرف تغيير ملابس مناسبة للعمال: يجب تخزين ملابس العمال بعيدًا عن الغبار (مع تخزين ملابس العمال الخاصة وملابس العمل بشكل منفصل).
- إدارة وتنظيف ملابس العمل وغيرها من معدات الحماية الشخصية المقدمة للعمال المعرضين للسيليكا (يجب أن يعتني بها صاحب العمل):يجب إزالة الغبار المتراكم على البدلات الواقية ومعدات حماية الجهاز التنفسي باستخدام قطعة قماش مبللة أو مكنسة كهربائية ذات فلتر جسيمات عالي الكفاءة.
- معدات الحماية الشخصية (Équipement de ProtectionIndividuelle) من التعرض للسيليكا:
يعد استخدام أقنعة الجهاز التنفسي والملابس والنظارات الواقية والقفازات المناسبة أمرًا ضروريًا عندما يكون تنفيذ الحماية الجماعية غير كافٍ أو مستحيلًا، أو عندما لا يمكن اعتماد أنظمة فعالة لالتقاط الغبار من المصدر على الفور أو عند إجراء عمليات قصيرة المدى لمرة واحدة (الصيانة، وما إلى ذلك)
- حماية الجسم:
– التركيزات المنخفضة: ملابس العمل ذات الأكمام الطويلة المثبتة عند الرقبة والمعصمين والكاحلين، والقبعات والملابس الخارجية الخفيفة.
– التركيزات العالية: بدلة واقية ذات غطاء للرأس تستخدم مرة واحدة، مقاومة للغبار، فضفاضة بدرجة كافية، مثبتة عند الأطراف، أي مغلقة عند الرقبة والكاحلين والمعصمين.
- حماية اليد والعين:
ونظرًا لخطر تهيج الجلد، يوصى عمومًا بارتداء القفازات وهو إلزامي في العمل الذي يحتوي على انبعاثات كبيرة.
الأمر نفسه ينطبق على ارتداء النظارات المجهزة بوسائل حماية جانبية. يُنصح بشدة عدم ارتداء العدسات اللاصقة، لأنها تزيد من خطر تهيج العين بسبب السيليكا.
- حماية الجهاز التنفسي:
إذا كانت السيطرة على انبعاثات غبار السيليكا أثناء العمل غير كافية، فيجب على العمال ارتداء أجهزة حماية الجهاز التنفسي ذات الفعالية المتفاوتة، أو حتى الأجهزة المزودة بإمداد الهواء للعمل في المواقف الأكثر تعرضًا للسيليكا و/أو التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا عندمايتم تجاوز القيم الحديةلانبعاثات الغبار بشكل كبير.
– للأعمال الرطبة: قد تكون أقنعة الغبار من النوع “FFP2″، المصنوعة من الورق أو الورق المقوى،مناسبة للحماية من الجسيمات الخفيفة، ولكن مع مدة فعالية تقتصر على بضع ساعات.
– أثناء العمل بالتركيزات العالية المتوقعة، بالطريقة الجافة، أثناء صقل الحجارة مثلا، يجب استخدام نصف أقنعة، مع خرطوشة فلتر، نوع”FFP3″، تغطي الأنف والفم، للحماية من الغبار بتركيزات عالية. يعد القناع الكامل المزود بالهواء (التهوية المساعدة) ضروريًا للمهام المكشوفة بشكل خاص، في ظروف العمل الصعبة للغاية…
- المراقبة الطبية المهنية:
يتطلب التعرض للسيليكا مراقبة دورية للعمال مرة واحدة على الأقل سنويًا، يحددها طبيب العمل، مع المراقبة الطبية المناسبة (أشعة الصدر واختبارات وظائف الجهاز التنفسي، ومسح الصدر في حالة وجود علامات إشعاعية أو وظيفية).
- التدريب على السلامة:
تعد المعلومات وتدريب العاملات والعمال على المخاطر وتقنيات السلامة (ممارسات التنظيف الجيدة، واستخدام أجهزة حماية الجهاز التنفسي وغيرها من معدات الوقاية الشخصية، وما إلى ذلك) ضرورية للغاية لتقليل مستوى خطورة العمل الذي يُعرِّض للسيليكا.
————
هذه فقط بعض المقترحات العامة، وتبقى تشريعات الشغل (مدونة الشغل، مراسيم…) حول شروط الصحة والسلامة المهنية وحماية صحة وسلامة الأجراء هي الأساس والمرجع للعاملات والعمال وممثليهم في لجان الصحة والسلامة للانطلاق منها، من أجل العمل على توفير بيئة عمل لائقة وآمنة حسب الحالة الملموسة: منجم، مقلع، مصنع زجاج، ورش بناء…
——————————————
متى يعتبر مرض السُّحار السيليسيّ مرضا مهنيا موجبا للتعويض؟
——————————————
مرض السحار السيليسيّ أو داء السيليكات، واحد من الأمراض المهنية التي نصّ عليها القانون في جداول الأمراض المهنية بالمغرب لسنة 2014 الجاري بها العمل (صدرت منذ 10 سنوات بالجريدة الرسمية عدد 6303، بتاريخ 02 محرم 1436 (27 أكتوبر 2014)، وتتضمن 111 جدولاً بالأمراض المهنية)؛ هذا، ويعتبر هذا المرض المهني تاريخيًا من أولى الأمراض المهنية المعترف بها.
وهو مدرج في:جدول الأمراض المهنية رقم 1. 1. 12، الإصابات المهنية الناتجة عن استنشاق الغبار المعدني المحتوي على السليس البلوري (كوارتز، كريستوباليت، تريديميت) أو السيليكاتات البلورية (الصلصال، الطالك) أو الغرافيت أو الفحم الحجري.
ويتضمنالجدول رقم 1. 1. 12 (أنظر أسفله)بيان الأمراض المهنية، التي يمكن أن يصاب بها العامل(ة)،والناتجة عن استنشاق غبار السيليكا (العمود الأول، من اليمين إلى اليسار)؛ وأجل التكفل بالعلاج، حسب كل مرض مهني (العمود الثاني)؛ وكذا القائمة البيانيةلأهم الأعمال التي قد تسبب هذه الأمراض (العمود الثالث).
بيان الأمراض | أجل التكفل بالعلاج | القائمة البيانية لأهم الأعمال التي قد تسبب
هذه الأمراض |
– أ-
الإصابات الناتجة عن استنشاق أغبرة السليس البلورية:
أ 1 –السحار السليسي الحاد: تليف رئوي يتميز بإصابات سنخيةخلالية ثنائية يكشف عنها بواسطة اختبارات الصور الإشعاعية أو الصور المقطعية التكثيفية، أو كلما أمكن بمعاينات تشريحية مرضية، هذه العلامات أو المعاينات تكون مصحوبة باضطرابات وظيفية تنفسية سريعة التطور.
أ 2 –السحار السليسي المزمن تليف رئوي يتميز بإصابات خلالية عقدية دقيقة أو عقدية ثنائية يكشف عنها بواسطة اختبارات الصور الإشعاعية أو الصور المقطعية، أو كلما أمكن بمعاينات تشريحية مرضية هذه العلامات أو المعاينات تكون مصحوبة أو غير مصحوبة باضطرابات وظيفيةتنفسية.
مضاعفات هذه الإصابات:
– مضاعفات قلبية: * عجز مثبت بالبطين الأيمن.
– مضاعفات جنبوية رئوية: * السل أو غيره من أمراض المتفطراتالمنضافة والمثبتة. * النخر الجوفي غير العفن لكتلة شبه ورمية. * داء الرشاشيات داخل الأجواف المثبت بتحليل مصلي.
– مضاعفات غير نوعية: * استرواح الصدر العفوي. * تعفن أو تقيح جرثومي قصبي رئوي شبه حاد أو مزمن.
المظاهر المرضية المرتبطة بعلامات إشعاعية أو بإصابات سحارية:
– سرطان بدائي القصبات الرئوية. – إصابات سحارية بذات الجنب من النوع الرثياني (متلازمة كابلان كولينات).
أ 3 –التصلب الجلدي النسقي المتطور.
– ب-
الإصابات الناتجة عن استنشاق أغبرة معدنية تحتوي على السيليكاتات البلورية (صلصال، طالك) أو الغرافيت:
تليف رئوي يتميز بإصابات خلالية ثنائية يكشف عنها بواسطة اختبارات الصور الإشعاعية أو الصور المقطعية التكثيفية، أو كلما أمكن بمعاينات تشريحية مرضية هذه العلامات الإشعاعية أو المعاينات تكون مصحوبة أو غير مصحوبة باضطرابات وظيفية تنفسية:
ب 1 –سحار صلصالي
ب 2 –سحار طالكي
ب 3 –سحار غرافيتي
– ج-
الإصابات الناتجة عن استنشاق أغبرة الفحم الحجري:
ج 1 –تليف رئوي يتميز بإصابات خلالية ثنائية يكشف عنها بواسطة اختبارات الصور الإشعاعية أو الصور المقطعية التكثيفية، أو كلما أمكن بمعاينات تشريحية مرضية، هذه العلامات الإشعاعية أو المعاينات تكون مصحوبة أو غير مصحوبة باضطرابات وظيفية تنفسية.
المضاعفات:
– مضاعفات قلبية: * عجز مثبت بالبطين الأيمن.
– مضاعفات جنبوية رئوية: * السل أو غيره من أمراض المتفطراتالمنضافة والمثبتة (المتفطرةالقيطمية، المتفطرةالطيريةوالمتفطرةالكنزاسية). * النخر الجوفي غير العفن لكتلة شبه ورمية، * داء الرشاشيات داخل الأجواف المثبت مصلي.
– مضاعفات غير نوعية: * تعفن أو تقيح جرثوميقصبي رئوي شبه حاد أو مزمن. * استرواح الصدر العفوي.
المظهر المرضي الإضافي: * إصابات سحارية بذات الجنب من النوع الرثياني (متلازمة كابلان كولينات).
ج 2 –التليف الرئوي الخلالي المنتشر الغير انكفائي والبدائي في ظاهره. هذه الإصابة يجب أن تثبت بواسطة اختبار التصوير الإشعاعي أو التصوير المقطعي التكثيفي الميليمتري أو كلما أمكن بمعاينات تشريحية مرضية.
مضاعفات هذه الإصابة:
* عجز في التنفس مزمن ومثبت. * عجز مثبت بالبطين الأيمن. * السل أو غيره من أمراض المتفطراتالمنضافة والمثبتة (المتفطرةالقيطمية، المتفطرةالطيرية الجوانية والمتفطرةالكنزاسية). * استرواح الصدر العفوي. |
– أ-
أ 1 –6 أشهر (بشرط التعرض للخطر لمدة لا تقل عن 6 أشهر)
أ 2 –35 سنة بلوري؛ (بشرط التعرض للخطر لمدة لا تقل عن 5 سنوات)
أ 3 –15 سنة(بشرط التعرض للخطر لمدة لا تقلعن 5 سنوات)
– ب-
35 سنة (بشرط التعرض للخطر لمدة لا تقل عن 10 سنوات)
– ج-
ج 1 –35سنة(بشرط التعرض للخطر لمدة لا تقل عن 10 سنوات)
ج 2 –35سنة (بشرط التعرض للخطر لمدة لا تقل عن 10 سنوات) |
– أ-
الأعمال المعرضة لاستنشاق غبار يحتويعلى سيليس مستقل خاصة:
أعمال الحفر والكسر واستخراج ونقل الخاماتأو الصخور المحتوية على السيليس البلوريبالأوراش والمنشآت؛
الأعمال في أوراش حفر الأنفاق وغرز الآبارأو المهاوي في المناجم؛
تفتيت ورحى وغربلة ومناولة الخامات أو الصخور الجافة المحتوية على سيليس بلوري؛
تهذيب ونحت الصخور المحتوية على سيليس صناعة ومناولة المواد الساحجة ومواد التنظيف وغيرها من المواد المحتوية على سيليس بلوري؛
أعمال الصقل والنشر بالجاف لمواد تحتوي على سيليس بلوري؛
استخراج وتذويب ونحت وصقل الأردواز؛
استعمال مسحوق الأردواز(شیست مسحوق) كشحنة في إنتاج المطاط أو في تحضيرالمعاجين أو المكتلات؛
صناعة الكاربوراندوم والبلور والخزف والفخار وغيرها من المواد الخزفية ومواد أخرى مقاومة للحرارة؛
أعمال الصهر التي تعرض للغبار الرملي: رشق وتذرية وتعرية الرمال؛
أعمال تهذيب وصقل وبري بالجاف بواسطة رحى تحتوي على سيليس بلوري؛
أعمال التعرية والصقل بواسطة سكب الرمل المحتوي على سيليس بلوري؛
أعمال البناء والصيانة والهدم التي تعرض لاستنشاق أغبرة تحتوي على سيليس بلوري؛
تكليس الأراضي المحتوية على المشطورات واستعمال المواد الناتجة عن هذا التكليس؛
أعمال صناعة أطقم الأسنان.
– ب-
الأعمال المعرضة لاستنشاق أغبرة معدنية تحتوي على السيليكاتات البلورية (صلصال، طالك) أو غرافيت خاصة:
ب 1 –أعمال الاستخراج والرحي والاستعمال الصناعي للصلصال: الفخار، الخزافة.
ب 2 –أعمال استخراج ورحى وتكييف الطالك؛
استعمال الطالك كمانع للاحتكاك أو كشحنة في كشط الورق وفي تحضير مساحيق التجميل وفي خلط المطاط وفي بعض الصباغات.
ب 3 –مناولة ورحي وتوضيب وتصنيع واستعمال الغرافيت خاصة ككاسر وصناعة الأقطاب الكهربائية.
– ج-
الأعمال المعرضة لاستنشاق أغبرة الفحم الحجري خاصة: الأعمال بباطن مناجم الفحم الحجري. |
—————————————–
مشكل إثبات العامل إصابته بمرض مهني وضياع حقوقه…
—————————————–
على الرغم من الاعتراف قانونيا بالسحار السيليسي كمرض مهني، إلا أن الملاحظ هو أن الدولة لا تقدم إحصائيات ولا معطيات عن عدد العاملات والعمال المعرضين بحكم عملهم لاستنشاق غبار السيليكا بأشكاله المختلفة. كما لا تقدم معطيات عن عدد حالات الإصابة بهذا المرض المهني من سنة لأخرى.
ومما لا شك فيه، نظرا لتردي ظروف العمل، وتدني الوعي بالأمراض المهنية لدى العاملاتوالعمال، وغياب اهتمام منظماتهم النقابية بها، أن تكون هناك حالات عديدة ممن أصيبت بهذا المرض دون أن تتمكن من الحصول على التعويض، والاعتراف بها كضحايا.
وذلك لعدة أسباب، نذكر منها:
– شروط شبه تعجيزية في وجه العاملات والعمال لإثبات الإصابة بمرض مهني، وطول المساطر وتعقدها، وتهرب الأطباء من إقرار الإصابة بالمرض المهني لفائدة المصاب، بسبب ضغط أرباب العمل وشركات التأمين…
– نقص، وربما انعدام، وعي العاملات والعمال بالموضوع، وعدم الاهتمام بتشخيص الحالة المرضية. قد يشكو العامل من أعراض مرضيّة ناتجة عن مهنته وبسببها دون أن يعلم وحتى دون أن تُشخَّص حالته المرضيّة على أنّها مرض مهني.
************************************************************
مادة كادميوم المسببة للسرطان خطر قاتل يهدد العمال
بقلم محمد أمين الجباري
في صمت تفتك الأمراض المهنية بشغيلة مناجم المغرب. صمت من جهة أرباب العمل لأنهم يستفيدون من عدم الانفاق في تطبيق سياسية وقاية حقيقية من المخاطر المهنية، وصمت من الجانب العمالي لانعدام التنظيم (الناتج عن قمع أرباب العمل والدولة) أو ضعفه. هذا الضعف ليس كميا فقط، بل نوعي ايضا يتضح في نقص الاهتمام بصحة العامل في أماكن العمل وخارجها ايضا.
لا شك ان حالة مادة كادميوم المسرطنة مثال ساطع عن واقع الحال هذا. فرغم خطورة هذه المادة على صحة عمال أنشطة وأشغال الاستخراج (مناجم، مقالع…)، فإنها تكاد تكون مجهولة كليا عند الشغيلة، فما بالك بالتوعية بمخاطرها وادراجها ضمن مطالب الصحة والسلامة في اماكن العمل.
إسهاما في هذه التوعية الواجبة ننشر أدناه دراسة مختصرة عن الموضوع.
الأمراض المهنية للكادميوم (Cadmium): بين الواقع والمعترف بها…
عمال المناجم والفوسفاط على رأس العمال المعرضين لها…
ما هو الكادميوم (Cadmium)؟
الكادميوم (Cadmium) عنصر كيميائي، رمزه “Cd”، ورقمه الذري 48؛ قابل للذوبان في الأحماض، ولكن ليس في القلويات (محاليل قاعدية)، ليس له طعم أو رائحة مميزة.
ويعتبر من المعادن الثقيلة (معادن لها وزن ذري مرتفع نسبيا)، كالرصاص، والزئبق، والالمونيوم، والمنغنيز، والنحاس، والزرنيخ والزنك، واليورانيوم، وغيرها. وتعتبر معظم المعادن الثقيلة مركبات سامة، ولها صفة تراكمية (أي تتراكم في الخلايا)، وتظهر آثرها الضارة والمدمرة للجسم عندما يصل تركيزها به حدا معينا.
لذا يثير الكادميوم قلقًا مِهَنِيَّاً وبيئيًا كبيرًا؛ وقد تم إدراجه بالمكانة السابعة في قائمة أُولَويات المواد الضارة لتقليل تعرض البشر لها، خلف مواد مثل الزرنيخ والرصاص والزئبق، وفقًا لوكالة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) لسجل المواد السامة والأمراض.
يوجد الكادميوم بشكل طبيعي في قشرة الأرض، بمتوسط تركيز يبلغ حوالي 0.1 ملغ كادميوم/كلغ، وعادة في توليفات مع عناصر أخرى، على سبيل المثال، يوجد بشكل شائع في البيئة أكسيد الكادميوم (مركب من الكادميوم والأكسجين)، وكلوريد الكادميوم (مزيج الكادميوم والكلور) وكبريتيد الكادميوم (خليط من الكادميوم والكبريت).
يتراكم أعلى مستوى من مركبات الكادميوم في البيئة في الصخور الرسوبية، ويحتوي الفوسفات البحري على حوالي 15 ملغ كادميوم/كلغ.
مصادر واستخدامات الكادميوم (Cadmium)، والعمال المعرضون له:
الأعمال والأنشطة البشرية مثل التعدين، والصهر، وتنقية خامات المعادن (الزنك، الرصاص، النحاس…)، والزراعة، والتصنيع هي الطرق الرئيسية لإطلاق الكادميوم في أماكن العمل، والبيئة…
كما يؤدي حرق الوقود الأحفوري (فحم حجري، بترول ومشتقاته) وحرق النفايات إلى إطلاق الكادميوم في البيئة.
للكادميوم استخدامات عديدة، أهمها: إنتاج بطاريات النيكل والكادميوم (Ni-Cd) القابلة لإعادة الشحن، الصناعات الكيماوية، إنتاج السبائك، والأصباغ، والبلاستيك، والخلايا الشمسية، طلاء لحماية الحديد والصلب من التآكل، وطلاء كهربائي، وسبائك اللحام، ومعالجة الطفيليات لدى حيوانات المزارع، ودباغة الجلود…
ومن ثمة فالأعمال والمهن التي من المحتمل أن يتعرض فيها العاملات والعمال لمخاطر الكادميوم موجودة في غالبية أنشطة وأشغال الاستخراج (مناجم، مقالع…)، وبمصانعٍ تستعمل الكادميوم، وبأعمال إدارة أو مناولة نفايات تطلق الكادميوم…
ولكون الكادميوم نتاجا ثانويا لا يمكن تجنبه من استخراج الزنك والرصاص والنحاس في الصناعة الكيميائية، يأتي عمال المناجم (بما في ذلك عمال الفوسفاط)، وعمال معامل إنتاج بطاريات النيكل والكادميوم (Ni-Cd) القابلة لإعادة الشحن على رأس العمال المعرضين له.
“قليلة هي الدراسات الحديثة التي نشرت حول الأمراض المتصلة بالعمل في صناعة الفوسفاط في المغرب. لكن هذا لا يعني أنه لا توجد دراسات في أماكن أخرى. فقد وجدت منظمة السلام الأخضر والاتحاد النووي العالمي أن الفوسفاط المغربي يحتوي على نسبة مرتفعة من الكادميوم وعلى كميات ملحوظة من اليورانيوم، وهما من المعادن الثقيلة المرتبطة بمرض السرطان، والفشل الكلوي وأمراض العظام. وفي عام 2012 أعلن المكتب الشريف للفوسفاط عن نيته استخراج اليورانيوم من مناجم الفوسفاط التي يديرها” (من مقال “عمال مناجم الفوسفاط في المغرب يموتون في صمت بسبب أمراض مسكوت عنها“؛ بجريدة الغارديان البريطانية؛ نشر بالعربية من طرف جريدة “لكم” الإلكترونية، يوم الخميس 17 دجنبر 2015؛ تاريخ التصفح: السبت 27 يوليوز 2024).كما برمج المكتب الشريف للفوسفاط سنة 2022 إنشاء “وحدة إزالة الكادميوم من حامض الفوسفوريك بالجرف الأصفر”، بغلاف استثماري محدد في 260 مليون درهم، كواحدة من مشاريعه الرئيسية للعام 2022 (أنظر مثلا: مقال “الصناعة الفوسفاطية” بموقع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة-قطاع الانتقال الطاقي؛ بدون تاريخ نشر؛ تاريخ التصفح: السبت 27 يوليوز 2024).
ما هي طرق التعرض للكادميوم؟ وما هي مخاطره على الصحة؟
تشمل طرق التعرض للكادميوم:
الاستنشاق، التنفس:
قد ينتج عن استنشاق الكادميوم تأثيرات شديدة السمية، وقد تكون قاتلة. الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ضعف وظائف الجهاز التنفسي (حالات مثل انتفاخ الرئة أو التهاب الشعب الهوائية المزمن)، قد يعانون من مزيد من الإعاقة عند الاستنشاق.
قد يؤدي استنشاق جزيئات أكسيد الفلز المشكلة حديثًا إلى حدوث “حمى دخان معدني”، قد تتأخر أعراض ذلك لمدة تصل إلى 12 ساعة، وقد تشمل: عطش مفاجئ، طعم معدني في الفم، أو طعم كريه في الفم، تهيج في الجهاز التنفسي العلوي وسعال…
الابتلاع، الأكل، الشرب:
قد يكون تناول الكادميوم ضارًا بشكل خطير بصحة الفرد؛ حيث تشير التجارب على الحيوانات إلى أن تناول بضع مئات مليغرامات من الكادميوم من المحتمل أن تكون قاتلة.
يؤدي تناول أملاح الكادميوم إلى تقيؤ الشخص بعد فترة وجيزة (كنتيجة لتهيجات حادة بالمعدة)، ولا يتم الاحتفاظ بالمادة الكيميائية، مما يجعل طريق التعرض هذا أقل ضررًا من الاستنشاق.
تشمل أعراض الابتلاع: زيادة إفراز اللعاب، والغثيان، والقيء المستمر، والإسهال، وآلام المعدة…
ملامسة الجلد:
هناك اعتقاد شائع، مفاده أن ملامسة الجلد لمادة كيميائية بهاالكادميوم لا ينتج عنها آثار صحية ضارة…
هذا اعتقاد خاطئ وخطير، يمكن أن تؤدي الجروح، لا سيما الجروح المفتوحة، إلى دخول هذه المادة الكيميائية إلى مجرى الدم مما قد ينتج عنه آثار صحية أكثر ضررًا نتيجة لذلك، إضافة إلى خطر تهيج الجلد…
ملامسة العين:
وفقًا للتجارب التي أجريت على الحيوانات، من المتوقع أن تحدث آفات شديدة في العين يمكن أن تبقى لمدة 24 ساعة أو أكثر بعد التعرض.
وقد يتسبب في العديد من الأمراض والمشاكل الصحية، نذكر منها:
الكادميوم يتسبب في الإصابة بالسرطانات:
يمكن أن يتسبب استنشاق الكادميوم في الإصابة بسرطان الرئة، ولكن لا يُعتقد أن تناول المادة الكيميائية يسبب السرطان.
وهناك أدلة على أن الكادميوم يسبب سرطان البروستاتا والكلى لدى البشر، وقد ثبت أنه يسبب سرطان الرئة والخصية في الحيوانات.الكادميوم ضار بشكل خاص للكلى، لأنه يفكك الزنك، ويعطل عمل الكلى والبروستات.
كما يمكن أن يسبب الكادميوم سرطان الثدي.
الكادميوم شديد السمية للدماغ، يزيدمن مخاطر الاضطرابات العصبية، مثل أمراض باركنسون وألزهايمر:
الكادميوم شديد السمية للدماغ لدرجة أنه يسبب ما يمكن تسميته “تمرد صغير” في أنسجة الدماغ، مما يؤدي إلى أفكار عنيفة.
يمكن أن يتسبب التعرض المزمن للكادميوم في تلف الجهاز العصبي المركزي والدماغ، مما يؤدي إلى تغيرات معرفية وسلوكية. تم ربط التعرض للكادميوم بالتغيرات في المزاج والقلق والاكتئاب.
أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التعرض للكادميوم يمكن أن يقلل من مستويات الدوبامين والسيروتونين.
أظهرت الأبحاث أيضًا أن التعرض للكادميوم يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في بنية ووظيفة الدماغ.
وجدت إحدى الدراسات أن العمال الذين تعرضوا للكادميوم قد قللوا من المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ، مما يشير إلى أن التعرض المزمن قد يؤدي إلى تلف الدماغ.
وأظهرت دراسة أخرى أن التعرض للكادميوم أدى إلى انخفاض حجم الحُصين، وهي منطقة من الدماغ مهمة للذاكرة والتعلم.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسات إلى أن الكادميوم قد يزيد من مخاطر الاضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر.
يسبب الكادميوم مرض وهن العظام (تلين العظام وهشاشتها وكسور تلقائية…)، وقد يكون ذلكمصحوبا بآلام…
يساهم الكادميوم في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وضعف العظام.
للكادميوم تأثيرات سلبية على صحة المرأة والطفل:
– يمنع امتصاص الحديد والزنك بالجهاز الهضمي، فعوض أن يمتص الجسم الحديد والزنك، فانه يمتص الكادميوم، خاصة عند الأطفال، ويتراكم بشكل رهيب بمفصل الورك.
– يؤثر سلبا على مخ الأطفال ونموه…
– يمكن أن يسبب مشاكل في النمو، ما قد يشكل خطرا على الحوامل والأطفال الصغار.
بعض سبل الوقاية من مخاطر الكادميوم
تتطلبالوقاية من المخاطر المهنية المرتبطة بالتعرض المهني للكادميوم العمل على تقليله إلى أدنى مستوى ممكن، أو القضاء عليه إن أمكن، باتباع كل السبل المناسبة لبلوغ هذا الهدف، وذلك بالاحترام الدقيق لمبادئ الوقاية الجماعية والفردية، والمتمثلة في مختلف التدابير الوقائية الفنية، والتقنية، والتنظيمية، وتحسينات ممارسات العمل، وارتداء معدات الحماية الشخصية، وبرامج التدريب…
وتقاس فعالية هذه التدابير بمدى تقليل تكرار التعرض، وخفض شدته، وذلك حسب مكان العمل وطبيعة العمل المزاول به.
تدابير الوقاية الجماعية: تعتبر تدابير الوقاية الجماعية، التي تسمح بالقضاء على التعرض، أو الحد منه إلى أدنى مستوياته، ضرورية حيثما كان ذلك ممكنا، ولا تعتبر تدابير الوقاية الفردية بديلا عنها، بل خط دفاع أخير لدى العامل عند تعذر اتخاذ الأولى، وأهمها:
– الحد من انبعاثات الغبار بأماكن العمل، وتعزيز إخلاءها من خلال الكنس والتهوية الكافية، وتركيب أجهزة شفط الغبار في المصدر، واتباع طرق تشغيل وآلات تمكن من تحقيق أقل إطلاق للكادميوم في مكان العمل، وفي الهواء المحيط.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن “إدارة الصحة والسلامة المهنية بأمريكا (OSHA) قَيَّدَت (أي قَنَّنَت وحَدَّدَت) معدل تعرض العمال إلى “5 ملغ كادميوم/متر مكعب” في المتوسط ليوم العمل الذي يستمر 8 ساعات، بإجمالي 40 ساعة أسبوعيًا”.
تدابير الوقاية الفردية: يجب أن تكون فقط مكملة لتدابير الحماية الجماعية أو للتعويض عن الوضع الاستثنائي الذي لا يمكن فيه تنفيذ تدابير الحماية الجماعية الكافية.
وتتمثل في استخدام أجهزة حماية الجهاز التنفسي (التزود بقناع مضاد للغبار مناسب حسب ظروف العمل ومهامه)، أو الحماية الكاملة (قناع كامل، نظارات، بدلة).
يساعد التنظيف المنتظم على تقليل مستويات الغبار:
– يجب تنظيف أماكن العمل بالأدوات المناسبة، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تشتت الغبار عند تفريغ المكانس الكهربائية أو حاويات النفايات وتغيير مرشحات مجمع الغبار.
– يجب تنظيف مناطق العمل بقطعة قماش مبللة أو مكنسة كهربائية ذات مرشح مطلق، وليس باستخدام منفاخ أو مكنسة جافة، ولا باستخدام الهواء المضغوط لإزالة الغبار الملتصق.
تتعلق تدابير النظافة هذه بالأرضيات وأسطح العمل، ولكن أيضًا بالجدران والأسقف.
يجب أن تكون المرافق الصحية (المراحيض، والأحواض، والاستحمام) متاحة للعمال، ومجهزة بشكل مناسب وبأعداد كافية، مما يسمح للعمال المعرضين بتنظيف أيديهم ووجوههم بشكل متكرر بالماء والصابون، والاغتسال في نهاية نوبة العمل.
وفي حالة التلوث الشديد، يجب تنظيف المرافق الصحية نفسها بدقة.
يجب أن تكون نوافير غسل العينين في حالات الطوارئ متاحة في المنطقة المجاورة للتعرض المحتمل للكادميوم.
يجب توفير غرف تغيير ملابس مناسبة للعمال: يجب تخزين ملابس العمال بعيدًا عن الغبار (مع تخزين ملابس العمال الخاصة وملابس العمل بشكل منفصل).
إدارة وتنظيف ملابس العمل وغيرها من معدات الحماية الشخصية المقدمة للعمال المعرضين (يجب أن يعتني بها صاحب العمل): يجب إزالة الغبار المتراكم على البدلات الواقية ومعدات حماية الجهاز التنفسي باستخدام قطعة قماش مبللة أو مكنسة كهربائية ذات فلتر جسيمات عالي الكفاءة.
معدات الحماية الشخصية (Équipement de ProtectionIndividuelle) من التعرض:
يعد استخدام أقنعة الجهاز التنفسي والملابس والنظارات الواقية والقفازات المناسبة أمرًا ضروريًا عندما يكون تنفيذ الحماية الجماعية غير كافٍ أو مستحيلًا، أو عندما لا يمكن اعتماد أنظمة فعالة لالتقاط الغبار من المصدر على الفور أو عند إجراء عمليات قصيرة المدى لمرة واحدة (الصيانة، وما إلى ذلك)
وتشمل معدات الوقاية الشخصية الموصى بها عند التعامل مع الكادميوم: نظارات السلامة مع دروع جانبية، نظارات واقية كيميائية، أقنعة تنفس الغبار، قفازات واقية، وزرة وأحذية.
المراقبة الطبية المهنية:
تتطلب الوقاية من مخاطر التعرض للكادميوم مراقبة دورية للعمال والعاملات مرة واحدة على الأقل سنويًا، مع المراقبة الطبية المناسبة (أشعة الصدر واختبارات وظائف الجهاز التنفسي، ومسح الصدر في حالة وجود علامات إشعاعية أو وظيفية، فحص الدم، فحص الكلي…).
التدريب على السلامة:
تعد المعلومات وتدريب العاملات والعمال على الوقاية من المخاطر وتقنيات السلامة (ممارسات التنظيف الجيدة، واستخدام أجهزة حماية الجهاز التنفسي وغيرها من معدات الوقاية الشخصية، وما إلى ذلك) ضرورية للغاية لتقليل مستوى التعرض للكادميوم بأماكن العمل.
هذه فقط بعض المقترحات العامة، وتبقى تشريعات الشغل (مدونة الشغل، مراسيم…) حول شروط الصحة والسلامة المهنية وحماية صحة وسلامة الأجراء هي الأساس والمرجع للعاملات والعمال وممثليهم في لجان الصحة والسلامة للانطلاق منها، من أجل العمل على توفير بيئة عمل لائقة وآمنة حسب الحالة الملموسة: منجم، مقلع، مصنع…
إسعافات عند الإصابة نتيجة التعرض الكادميوم
فيما يلي نقدم بعض الإسعافات الأولية العامة التي يمكن القيام بها في حالة إصابة عامل(ة) نتيجة تعرضه(ا) للكادميوم.
في حالة الاستنشاق:
– أخرجالمصاب من المنطقة الملوثة إلى أقرب مصدر للهواء النقي وراقب تنفسه…
– ضعه على الأرض واجعله دافئًا ومرتاحًا…
– إذا كان المريض لا يتنفس، وأنت مؤهل للقيام بذلك، فقم بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
– أطلب العناية الطبية دون تأخير.
في حالة الابتلاع:
– يجب تناول جرعة لا تقل عن 3 ملاعق كبيرة من الفحم النشط في الماء.
– قد يوصى بالتقيؤ، ولكن يتم تجنبه بشكل عام، ولكن إذا لم يتوفر الفحم، فإن إحداث القيء هو الحل.
– اطلب العناية الطبية دون تأخير.
في حالة حدوث تعرض للجلد:
– قم بإزالة جميع الملابس والأحذية والإكسسوارات الملوثة وتنظيف المنطقة المصابة بالكثير من الصابون والماء.
– يجب غسل الملابس الملوثة قبل ارتدائها مرة أخرى.
– في حالة الحرق، ضع الماء البارد فورًا على الحرق عن طريق الغمر أو لفه بقطعة قماش نظيفة ومشبعة.
– عالج الصدمة بالحفاظ على دفء الشخص…
– أطلب العناية الطبية إذا استمرت الأعراض.
في حالة حدوث تعرض للعينين:
-اغسلها على الفور بمياه جاريةلمدة 15 دقيقة على الأقل، وتذكر أن تغسل تحت الجفون.
– يجب أن يتم إزالة العدسات اللاصقة فقط من قبل شخص ماهر.
أطلب العناية الطبية دون تأخير.
الأمراض المهنية الناتجة عن الكادميوم ومركباته المعترف بها
يحدد “جدول الأمراض المهنية رقم 1. 1. 14″، و”جدول الأمراض المهنية رقم 1. 1. 14 مكرر”من جداول الأمراض المهنية بالمغرب لسنة 2014 الجاري بها العمل (صدرت منذ 10 سنوات بالجريدة الرسمية عدد 6303، بتاريخ 02 محرم 1436 (27 أكتوبر 2014)، وتتضمن 111 جدولاً بالأمراض المهنية) الأمراض المهنية الناتجة عن الكادميوم ومركباته، والسرطان بالقصبات الرئوية الناتج عن استنشاق غبار أو دخان يحتوي على الكادميوم المعترف بها قانونيا، وهي:التهاب قصبي رئوي حاد؛اضطرابات حادة بالمعدة والأمعاء مصحوبة بغثيان وقيئ وإسهال؛اعتلال كلوي مع بيلة بروتينية؛تلين العظام مع أو بدون كسور تلقائية والمصحوب أو غير المصحوب بمظاهر مؤلمة مثبتة بتشخيص إشعاعي (بالجدول الأول)؛ سرطان بدائي بالقصبات الرئوية (بالجدول الثاني).
والواردة بالعمود الأول (بيان الأمراض المهنية) لـ”الجدول رقم 1. 1. 14″ و“الجدول رقم 1. 1. 14مكرر” (من اليمين إلى اليسار)؛ وأجل التكفل بالعلاج، حسب كل مرض مهني (العمود الثاني من كل جدول)؛ وكذا القائمة البيانية أو الحصرية لأهم الأعمال التي قد تسبب هذه الأمراض (العمود الثالثمن كل جدول). [أنظر الجدولين أسفله].
جدول رقم 1 . 1 . 14
الأمراض المهنية الناتجة عن الكادميوم ومركباته
بيان الأمراض | أجل التكفل بالعلاج | القائمة البيانية لأهم الأعمال التي قد تسبب هذه الأمراض |
التهاب قصبي رئوي حاد.
اضطرابات حادة بالمعدة والأمعاء مصحوبة بغثيان وقيئ وإسهال. اعتلال كلوي مع بيلة بروتينية. تلين العظام مع أو بدون كسور تلقائية والمصحوب أو غير المصحوب بمظاهر مؤلمة مثبتة بتشخيص إشعاعي. |
10 أيام
7 أيام
4 سنوات 12 سنة |
استخراج وتحضير واستعمال الكادميوم وأشاباته ومركباته خاصة:
– تحضير الكادميوم بالجاف أو التعدين الكهرلي للزنك؛ – القطع بالحملاج أو لحام قطع يدخل الكادميوم في تركيبتها؛ – اللحام بأشابة الكادميوم؛ – صناعة المركمات بالنيكل والكادميوم؛ – صناعة أصباغ الكادميوم للدهانات والطلاءات والمواد البلاستيكية. |
جدول رقم 1. 1 . 14 مكرر
السرطان بالقصبات الرئوية الناتج عن استنشاق غبار أو دخان يحتوي على الكادميوم
بيان الأمراض | أجل التكفل بالعلاج | القائمة الحصرية لأهم الأعمال التي قد تسبب هذه الأمراض |
سرطان بدائي بالقصبات الرئوية. | 40 سنة (بشرط التعرض للخطر لمدة 10 سنوات ومرور مدة 20 سنة منذ بداية التعرض للخطر) | صناعة المركمات والبطاريات الكهربائية بالنيكل – كادميوم.
أعمال استرجاع المواد المعدنية القابلة لإعادة التدوير والمحتوية على الكادميوم. |
————-
ولكن الأمر المثير هنا، بخصوص هذين الجدولين، هو:
– هل الأمراض التي يتسبب بها الكادميوم فعلاً للعاملات والعمال، هي فقط تلك الأمراض المهنية التي جرى ذكرها في هذا الجدول؟ أم هناك أمراض أخرىتلحق العاملات والعمال بأماكن العمل نتيجة تعرضهم للكادميوم (مثلا عاملات الزراعةوعمالها بسبب استعمال أسمدةومبيدات بها كادميوم)، ولكن لم يتم ذكرها، ومن ثمة عدم الاعتراف بها كأمراض مهنية، وخاصة السرطانات المهنية (أثبتت الدراسات أن الكادميوم يتسبب فيها: سرطان الرئة، سرطان البروستاتا والكلى، سرطان الثدي)، وأمراض الاضطرابات العصبية، مثل: الاكتئاب، باركنسون، ألزهايمر؟
– كما لم تتم الإشارة في هذين الجدولين بشكل صريح وواضح إلى الكادميوم المتضمن في الفوسفاط، وعدم إدراج العمال بأماكن استخراج الفوسفاط وتصنيعه وتخزينه وتصديره عمالا معرضين للكادميوم.
يجب تحيين جداول الأمراض المهنية بشكل دوري، كل ثلاث سنوات، أو كلما دعت الضرورة لذلك، من أجل إضافة الأمراض المهنية التي لم تتم إضافتها بعد، أو المستجدة بسبب تطور ظروف العمل وتغيرها…
لا يعقل أن تظل جداول الأمراض المهنية بالمغرب على حالها لعقد من الزمن (منذ 2014)؛ عدة دول أضافت لجداولها مرض كورونا كمرض مهني (مثلا: فرنسا، ألمانيا).
مشكل إثبات العامل إصابته بمرض مهني وضياع حقوقه…
على الرغم من الاعتراف قانونيا ببعض الأمراض التي يصاب بها العاملات والعمال بسبب التعرض للكادميوم أثناء العمل كأمراض مهنية، إلا أن الملاحظ هو أن الدولة لا تقدم إحصائيات ولا معطيات عن عدد العاملات والعمال المعرضين بحكم عملهم للكادميوم بأشكاله المختلفة. كما لا تقدم معطيات عن عدد حالات الإصابة بهذا المرض المهني من سنة لأخرى.
ومما لا شك فيه، نظرا لتردي ظروف العمل، وتدني الوعي بالأمراض المهنية لدى العاملات والعمال، وغياب اهتمام منظماتهم النقابية بها، أن تكون هناك حالات عديدة ممن أصيبت بهذا المرض دون أن تتمكن من الحصول على التعويض، والاعتراف بها كضحايا.
وذلك لعدة أسباب، نذكر منها:
– شروط شبه تعجيزية في وجه العاملات والعمال لإثبات الإصابة بمرض مهني، وطول المساطر وتعقدها، وتهرب الأطباء من إقرار الإصابة بالمرض المهني لفائدة المصاب، بسبب ضغط أرباب العمل وشركات التأمين…
– نقص، وربما انعدام، وعي العاملات والعمال بالموضوع، وعدم الاهتمام بتشخيص الحالة المرضية. قد يشكو العامل من أعراض مرضيّة ناتجة عن مهنته وبسببها دون أن يعلم وحتى دون أن تُشخَّص حالته المرضيّة على أنّها مرض مهني.
اقرأ أيضا