الذكرى 136 لوفاة كارل ماركس(5 مايو 1818م – 14 مارس 1883م)
في الذكرى 136 لوفاة كارل ماركس يعيد موقع المناضل-ة بعضا من مؤلفاته المتاحة إلكترونيا وبعض الكتابات حول إسهامه(5 مايو 1818م – 14 مارس 1883م). على أن يواصل الموقع هذا المجهود مستقبلا، ليضع بين أيدي المناضلين والمناضلات سلاحا ضروريا للفهم والفعل
للتحميل أنقر على الروابط أدناه:
الفصل الاول من الاديولوجيا الالمانية _ كارل ماركس وانجلز بي دي إف
بيان الحزب الشيوعي مع مقدمة أول طبعة افريكانية وورد
بيان الحزب الشيوعي بي دي إف
مخطوطات 1948 بي دي إف
مخطوطات 48 وورد
لينين – حول ماركس بي دي إف
محاضرات في تاريخ الماركسية وورد
موجز رأس المال-فريدريك أنجلس وورد
engels_capital بي دي إف
franz-muhring_marx بي دي إف
Riazanov_marxia بي دي إف
العمل المأجور بي دي إف
كارل ماركس حول الثورة الدائمة وورد
=================================
كارل ماركس
https://www.marxists.org/arabic/archive/lenin/1914-marx/01.htm
ولد كارل ماركس في الخامس من أيار/مايو سنة 1818 في مدينة ترير بروسيا الرينانية. وكان أبوه محاميا وكان يهوديا ثم اعتنق البروتستانتية في سنة 1824. ولم تكن عائلة ماركس الميسورة والمثقفة عائلة ثورية. وبعد أن أتم دراسته الثانوية في مدينة ترير دخل جامعة بون ثم جامعة برلين فدرس الحقوق وبنوع خاص التاريخ والفلسفة. وفي سنة 1841 أنجز دراسته بتقديم أطروحته الجامعية حول فلسفة أبيقور. أما مفاهيمه فكانت حتى ذلك الوقت ما تزال مفاهيم هيغلية – نسبة إلى هيغل – مثالية. وفي برلين انضم إلى حلقة “الهيغليين اليساريين” (1) (برونو باور وغيره) الذين كانوا يحاولون أن يستخلصوا من فلسفة هيغل استنتاجات إلحادية وثورية.
وعندما تخرج ماركس من الجامعة أقام في مدينة بون حيث كان يأمل بالحصول على منصب أستاذ في الجامعة. ولكن السياسة الرجعية التي كانت تسلكها الحكومة كانت قد أقصت، عام 1832، لودفيغ فيورباخ عن منصبه كأستاذ، وعادت في سنة 1837، فرفضت من جديد السماح له بدخول الجامعة ومنعت في سنة 1841 الأستاذ الشاب برونو باور من إلقاء محاضرات في بون. هذه السياسة الرجعية اضطرت ماركس إلى العدول عن الحياة الجامعية. في ذلك الوقت كانت أفكار الهيغلية اليسارية تتقدم سريعا جدا في ألمانيا. وكان لودفيغ فيورباخ قد أخذ، منذ 1837 على الخصوص، يوجه النقد إلى علم اللاهوت ويتجه نحو المادية التي أحرزت الغلبة نهائيا عنده في سنة 1841 (كتاب “جوهر المسيحية”) وفي سنة 1843 ظهر كتابه “أسس فلسفة المستقبل”. لقد كتب انجلس فيما بعد حول هذين المؤلفين لفيورباخ: “كان يجب أن يكون الإنسان قد تحسس بنفسه الأثر التحرري لهذين الكتابين… فلقد أصبحنا نحن جميعا (أي الهيغليين اليساريين بمن فيهم ماركس) دفعة واحدة من أتباع فيورباخ.”(2) وفي ذلك الوقت أسس البرجوازيون الراديكاليون في ريناني، الذين كان لهم بعض نقاط تماس مع الهيغليين اليساريين، جريدة معارضة في مدينة كولونيا باسم “الجريدة الرينانية”(3) (التي أخذت تصدر ابتداء من أول كانون الثاني سنة 1842) وقد دعي ماركس وبرونو باور إلى العمل محريين أساسيين فيها. وفي تشرين الأول/أوكتوبر سنة 1842 أصبح ماركس رئيس تحريرها فانتقل من مدينة بون إلى كولونيا. وتحت إدارة ماركس أخذ اتجاه الجريدة الديمقراطي الثوري يزداد وضوحا. فعمدت الحكومة في أول الأمر إلى اخضاع الجريدة لرقابة ثنائية بل ثلاثية ثم أمرت بتعطيلها تماما ابتداء من أول كانون الثاني سنة 1843. فاضطر ماركس حينئذ للتخلي عن مركزه في تحرير الجريدة ولكن ذهاب ماركس لم ينقذ الجريدة إذ أنها منعت من الصدور في آذار/ مارس 1843. ومن أهم المقلات التي نشرها ماركس في “الجريدة الرينانية”(4) يشير انجلس إلى مقال حول أوضاع الفلاحين الكرامين في واد الموزيل(5). وقد أدرك ماركس من نشاطه الصحفي أن معلوماته في الاقتصاد السياسي غير كافية فاندفع بحماسة إلى دراسته.
في سنة 1843 تزوج ماركس في كريزناخ من جيني فون ويستفالن، صديقة طفولته التي خطبها وهو ما يزال طالبا. كانت زوجته تنحدر من عائلة نبيلة رجعية بروسية. وكان أخ جيني فون ويستفالن الأكبر وزيرا للداخلية في بروسيا في مرحلة كانت من أشد المراحل إغراقا في الرجعية وذلك بين 1850 و 1858.
وفي خريف 1843 انتقل ماركس إلى باريس ليصدر في الخارج مجلة راديكالية مع أرنولد روغه (عاش أرنولد روغه من سنة 1802 إلى سنة 1880. وكان هيغيليا يساريا. وسجن من 1825 إلى 1830 وهاجر بعد سنة 1848. وبعد 1866-1870 أصبح من أنصار بسمارك). ولكن لم يصدر من هذه المجلة المسماة “الحولية الألمانية الفرنسية” سوى العدد الأول إذ اضطرت للتوقف بسبب الخلافات مع روغه(6). وفي المقالات التي نشرتها هذه المجلة برز ماركس ثوريا ينادي “بانتقاد لا هوادة فيه لكل ما هو كائن” بما في ذلك “الانتقاد بالسلاح”(7) ويتوجه بالنداء إلى الجماهير والبروليتاريا.
في أيلول/سبتمبر سنة 1844 جاء فريدريك انجلس إلى باريس لقضاء بضعة أيام فيها فأصبح منذ ذلك الحين الصديق الحميم لماركس. وقد أسهم كلاهما بأشد الحماسة في الحياة المحمومة للجماعات الثورية التي كانت آنذاك في باريس (وكانت تولي هناك أهمية خاصة لمذهب برودون(8) وقد صفى ماركس حساب هذا المذهب تصفية قاطعة في كتابه “بؤس الفلسفة” الذي صدر عام 1847) وخاضا نضالا حادا ضد مختلف نظريات الاشتراكية البرجوازية الصغيرة وصاغا نظرية وتكتيك الاشتراكية البروليتارية الثورية أو الشيوعية (الماركسية). راجع مؤلفات ماركس في هذه المرحلة الممتدة من 1844 إلى 1848 في قائمة الكتب. وفي سنة 1845 طرد ماركس من باريس لكونه ثوريا خطرا بناء على طلب الحكومة البروسية. فجاء إلى بروكسال وأقام فيها. وفي ربيع 1847 انتمى ماركس وانجلس إلى جمعية سرية للدعاية هي “عصبة الشيوعيين”(9) وقاما بقسط بارز في المؤتمر الثاني لهذه العصبة المنعقد في لندن. وفي تشرين الثاني / نوفمبر 1847 وبناء على تكليف المؤتمر وضع ماركس وانجلس “بيان الحزب الشيوعي” المشهور الذي نشر في شباط / فبراير 1848. إن هذا الكتاب يعرض بوضوح ودقة عبقريين المفهوم الجديد للعالم، يعرض المادية المتماسكة التي تشمل أيضا ميدان الحياة الاجتماعية والديالكتيك بوصفه العلم الأوسع والأعمق للتطور ونظرية النضال الطبقي والدور الثوري الذي تضطلع به البروليتاري، خالقة المجتمع الجديد، المجتمع الشيوعي، في التاريخ العالمي.
وعندما انفجرت ثورة شباط/فبراير 1848 (10) طرد ماركس من بلجيكا فعاد إلى باريس ليتركها بعد ثورة آذار/مارس (11) ويعود إلى ألمانيا ليقيم في مدينة كولونيا حيث صدرت من أول حزيران/جوان 1848 إلى 19 أيار/ماي سنة 1849 “الجريدة الرينانية الجديدة”(12) التي كان ماركس رئيس تحريرها. وقد أثبت مجرى الاحداث الثورية في 1848-1849 كما أثبتت فيما بعد جميع الحركات البروليتارية والديمقراطية في جميع بلدان العالم صحة النظرية الجديدة على نحو ساطع. في بادئ الأمر أقدمت الحركة الظافرة المعادية للثورة على إحالة ماركس إلى القضاء (لكن تم تبرئته في 9 شباط/فبراير 1849) ثم نفته من ألمانيا في 16 أيار/ماي 1849. فانتقل أولا إلى باريس حيث طرد منها أيضا بعد تظاهرة 13 حزيران/جوان 1849 (13). ثم ذهب إلى لندن حيث عاش حتى آخر أيامه.
إن ظروف حياة المهاجر هذه كانت مضنية إلى أقصى حد كما يتبين بوضوح شديد من مراسلات ماركس وانجلس (المنشورة سنة 1913) فقد عاش ماركس وعائلته تحت وطأة الفقر المدقع ولولا المساعدة المالية الدائمة المخلصة التي كان يقدمها له انجلس لما استحال على ماركس انجاز كتاب “راس المال” وحسب بل لكان هلك حتما من البؤس. ومن جهة أخرى كانت المذاهب والتيارات السائدة في الاشتراكية البرجوازية الصغيرة والاشتراكية غير البروليتارية بوجه عام تضطر ماركس إلى خوض نضال دائم لا هوادة فيه كما كانت تضطره أحيانا للرد على أكثر التهجمات الشخصية جنونا وغباوة (14). وقد تحاشى ماركس حلقات المهاجرين وصاغ في جملة من المؤلفات التاريخية نظريته المادية باذلا جهده على دراسة الاقتصاد السياسي. وقد نفح ماركس في هذا العلم روحا ثورية (انظر مذهب ماركس لاحقا) في مؤلفيه: “مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي”(1859) و”رأس المال” (المجلد الاول 1867).
ثم جاءت مرحلة انتعاش النشاط في الحركة الديمقراطية في أواخر العقد السادس وفي العقد السابع فدفعت ماركس من جديد إلى النشاط العملي. ففي سنة 1864 (28 أيلول/سبتمبر) تأسست في لندن الأممية الاولى المشهورة (جمعية الشغيلة العالمية). وكان ماركس روحها كما كان أيضا واضع “رسالتها” الأولى (15) وعدد كبير من المقررات والتصريحات والبيانات. إن ماركس بجمعه شمل الحركة العمالية في مختلف البلدان وسعيه إلى توجيه شتى أشكال الاشتراكية غير البروليتارية السابقة للماركسية (مازيني، برودون، باكونين، التريديونية الليبرالية الانجليزية، الانحرافات اللاسالية اليمينية في ألمانيا، الخ.) في طريق النشاط المشترك وكفاحه نظريات جميع هذه الشيع والمدارس الصغيرة قد صاغ تكتيكا موحدا لنضال الطبقة العاملة البروليتاري في مختلف البلدان. وبعد سقوط كومونة باريس (1871) التي قدرها ماركس تقديرا عميقا، أخاذا، باهرا، فعالا، ثوريا (“الحرب الاهلية في فرنسا” 1871) وبعد الانشقاق الذي أحدثه الباكونيون(16) في الأممية لم يعد باستطاعة هذه الأممية أن تعيش في أوروبا وعقب مؤتمر 1872 في لاهاي انتقل المجلس العام للأممية إلى نيويورك بناء على رأي ماركس. وهكذا أنجزت الأممية الأولى مهمتها التاريخية مفسحة المجال لمرحلة من النمو في الحركة العمالية في جميع البلدان نموا أقوى وأشد مما مضى إلى ما لا حد له، مرحلة تطور هذه الحركة من حيث الاتساع مرحلة تأليف أحزاب عمالية اشتراكية جماهيرية على أساس شتى الدول القومية.
وما بذله ماركس من نشاط شديد في الأممية وما قام به من أعمال نظرية بمزيد من الشدة أيضا قد زلزلا صحته زلزلة نهائية. وقد واصل وضع الاقتصاد السياسي على أسس جديدة واتمام كتاب “رأس المال” جامعا عددا ضخما من المستندات الجديدة ودارسا عدة لغات (اللغة الروسية مثلا) ولكن أقعده المرض عن انجاز كتاب “رأس المال”.
وفي الثاني من كانون الأول/ديسمبر سنة 1881 ماتت زوجته. وفي 14 آذار/مارس سنة 1883 رقد ماركس في كرسيه رقادا أخيرا هادئا ودفن مع زوجته في مقبرة هايغات في لندن. وقد مات لماركس عدة أبناء وما يزالون أطفالا في لندن حين كانت عائلته تعاني بؤسا مدقعا. وكانت بناته الثلاث متزوجات من اشتراكيين من انجلترا وفرنسا وهن: ايلينوار ايفلينغ ولورا لافارغ وجيني لونغي وابن هذه الاخيرة عضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي.
- الهيغيليين اليساريين أو الهيغيليين الشبان: اتجاه مثالي في الفلسفة الألمانية في ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر. حاول الهيغيليون الشبان الخروج بنتائج راديكالية لاثبات ضرورة الاصلاح البرجوازي في ألمانيا. وكان زعماء ذاك الاتجاه: دايفيد ستراوس الأخوة باور ماكس ستيرنر وآخرون. ولوقت ما انضم فيورباخ وكذلك ماركس وانجلس في فترة شبابهم إلى الهيغيليين الشبان. وانفصل ماركس وانجلس فيما بعد عنهم وانتقدوا الفحوى المثالي والبرجوازي الصغير للاتجاه في “العائلة المقدسة” (1844) و”الايديولوجيا الالمانية” (1845–1846).
- “لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية”، فيريديريك انجلس.
- “الجريدة الرينانية للسياسة والتجارة والصناعة”: جريدة يومية ظهرت في كولونيا من 1 جانفي 1842 إلى 31 مارس 1843. أسسها ممثلون عن البرجوازية الرينانية الذين كانوا يعارضون الاستبداد البروسي. وقد تم استدعاء بعض الهيغيليين اليساريين للاسهام في الجريدة. وأصبح ماركس متعاونا في أفريل 1842 وأحد محرريها منذ أوكتوبر من نفس السنة. وتحت اشراف ماركس أصبحت “الجريدة الرينانية” تتخذ صبغة ديمقراطية ثورية. وفي جانفي 1843 أصدرت الحكومة البروسية أمرا باغلاق الصحيفة في 1 أفريل 1843 وفي نفس الوقت فرض رقابة خاصة مشددة.
- لم يقع ادراج هذه “البيبلوغرافيا” التي كتب لينين لهذا المقال.
- المرجع هو مقال ماركس “تبرير مراسل الموزال”.
- المرجع هو “الحوليات الألمانية–الفرنسية”. مجلة أشرف على تحريرها كارل ماركس وارنولد روج وصدرت بالألمانية في باريس. ولم يظهر منها إلا العدد الأول – عددا مزدوج– في فيفري 1844. وقد تضمنت أعمالا لكارل ماركس وفردريك انجلس التي سجلت الانتقال النهائي لماركس وانجلس نحو المادية والشيوعية. وتوقف اصدار المجلة نتيجة اختلافات جوهرية بين ماركس والبرجوازي الراديكالي روج.
- “مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيغل– المقدمة”. كارل ماركس.
- البرودونية هي اتجاه برجوازي صغير في الاشتراكية معادي للماركسية وتسمى بذلك نسبة لمفكرها الفوضوي الفرنسي جون بيار برودون. فقد انتقد برودون الملكية الكبيرة الرأسمالية من موقع برجوازي صغير وحلم بارساء ملكية خاصة صغيرة. واقترح انشاء بنوك “الشعب” و”التبادل” يكون بامكان العمال بواسطتها امتلاك وسائل الانتاج وأن يصبحوا حرفيين ويضمنوا تسويقا عادلا لانتاجهم. لم يدرك برودون الدور التاريخي للبروليتاريا وأبدى موقفا سلبيا من الصراع الطبقي والثورة البروليتارية وديكتاتورية البروليتاريا. وكفوضوي أنكر الحاجة إلى الدولة. وقد وجه ماركس نقدا حادا لبرودون في عمله “بؤس الفلسفة”.
- العصبة الشيوعية هي أول منظمة شيوعية أممية للبروليتاريا بقيادة ماركس وانجلس تأسست في لندن في أوائل شهر جوان 1947. وساعد ماركس وانجلس في وضع البرنامج العملي والتنظيمي للعصبة. فكتبا “بيان الحزب الشيوعي” الذي نشر في فيفري 1848. كانت العصبة الخليف لجمعية العمال العالمية (الأممية الاولى) التي تواجدت إلى حدود نوفمبر 1852. ولعب زعماؤها البارزين بعد ذلك دورا قياديا في الأممية الأولى.
- إشارة إلى الثورة البرجوازية في فرنسا في فيفري 1848.
- إشارة إلى الثورات البرجوازية في ألمانيا والنمسا التي بدأت في مارس 1848.
- “الجريدة الرينانية الجديدة” صدرت في كولونيا من 1 جوان 1848 إلى غاية 19 ماي 1849. وقد اشرف ماركس وانجلس على إدارة الجريدة وتولى ماركس رئاسة التحرير. ووصف لينين “الجريدة الرينانية الجديدة” بأنها أروع وأفضل ناطق باسم البروليتاريا الثورية” وبرغم الاضطهاد والعراقيل التي وضعها أمامها البوليس دافعت الصحيفة بقوة وثبات عن مصالح الديمقراطية الثورية ومصالح البروليتاريا. وبسبب ابعاد ماركس عن بروسيا في ماي 1849 واضطهاد المحررين الآخرين توقفت الجريدة عن الظهور.
- إشارة إلى المظاهرة الجماهيرية في باريس والتي نظمها “المونتاني” – حزب البرجوازية الصغيرة– احتجاجا على خرق الرئيس والاغلبية في الجمعية التشريعية للأوامر الدستورية التي وضعتها ثورة 1848. وتم تفريق المظاهرة من قبل الحكومة.
- إشارة إلى كراس ماركس “هار فوغت” التي كتبها كرد على منشور افتراء “سيرورتي ضد ‘جريدة ألمانية'” لفوغت وهو رجل استفزازي بونابرتي.
- كانت “جمعية العمال الأممية الأولى” أول اتجاه عالمي ضم أحزاب العمالية من العالم في حزب عالمي واحد موحد.
- الباكونية هي اتجاه يعود إلى زعيمها ميخائيل باكونين وهو مفكر للفوضوية وعدو للماركسية والاشتراكية العلمية.
=================================
خطاب على قبر كارل ماركس
خطاب ألقاه انجلز في 17 مارس 1883 في مقبرة هاي غايت Highgate Cemetery في لندن
مصدر النسخة العربية: www.marxist.com
توفي ماركس يوم 14 مارس 1883. وبعد ثلاثة أيام ألقى انجلز هذا الخطاب باللغة الانجليزية على ضريح ماركس بمقبرة هايغايت بلندن حيث دفن هناك. تكلم انجلز بالانجليزية وظهر الخطاب في صحيفة ألمانية في ترجمة ألمانية ثم نشر الخطاب بالانجليزية مترجما عن الألمانية.
في الرابع عشر من مارس وعلى الساعة الثالثة إلا ربع ظهرا توقف أعظم مفكر عن التفكير. لقد ترك وحيدا لدقيقتين بالكاد وحينما عدنا وجدناه جالسا في كرسيه نائما في هدوء ولكن إلى الأبد.
إنها خسارة لا تـقاس ضربت كلا من الطبقة العاملة المناضلة في أوروبا وأمريكا وعلم التاريخ بوفاة هذا الرجل. إن الثغرة التي نجمت عن رحيل هذه الروح العظيمة ستبرز بجلاء قريبا.
فمثلما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري: الحقيقة البسيطة التي تخفيها هيمنة الايديولوجيا وهي أن الإنسان يجب أولا أن يأكل ويشرب ويجد المأوى والملبس قبل أن يصبح في استطاعته الإهتمام بالسياسة والعلم والفن والدين الخ… وبالتالي فإن إنتاج الوسائل المادية الضرورية للعيش ومن ثمة درجة التطور الاقتصادي المحققة من طرف شعب ما أو في حقبة ما تشكل الأساس الذي تقوم عليه مؤسسات الدولة والمفاهيم الشرعية والفن وحتى الأفكار حول الدين التي يختص بها هذا الشعب أو ذاك وعلى ضوئها يجب أن تفسر وليس العكس كما هو الحال.
ولكن ليس هذا كل ما في الأمر. فقد اكتشف ماركس أيضا القانون الخاص بالحركة الذي يحكم نمط الإنتاج الرأسمالي لعصرنا والمجتمع البرجوازي الذي خلقه هذا النمط من الإنتاج. إن اكتشاف فائض القيمة سلط الضوء فجأة على المشكلة محاولا حل ما عجزت عن حله جميع البحوثات السابقة من لدن الاقتصاديين البرجوازيين وكذلك النقاد الاشتراكيين.
إن هذين الاكتشافين لأمر كاف في حياة شخص. وسيكون سعيدا ذاك الذي يتسنى له تحقيق ولو إحدى هذين الاكتشافين.
علاوة على ذلك فإنه وفي كل حقل بحث فيه ماركس – ولئن بحث في حقول عديدة ولم يكن ذلك بسطحية في أي منها – حتى في حقل الرياضيات قام ماركس باكتشافات مستقلة.
هكذا كان ماركس رجل علم. إلا أن ذلك لم يكن يمثل ولو نصف هذا الرجل. لقد كان العلم بالنسبة لماركس حركية -دينامية- تاريخية وقوة ثورية. ومهما كان سروره عظيما بأي اكتشاف جديد في العلوم النظرية ولئن كانت تطبيقاتها مستحيلة البلوغ فإنه كان يعيش سرورا من نوع آخر حين يشمل الاكتشاف الجديد تغييرا ثوريا مباشرا في الصناعة وفي التطور التاريخي عموما. فعلى سبيل المثال كان متابعا عن قرب لتطور الاكتشافات المحققة في مجال الكهرباء وآخرها تلك لمارسال دوبري Marcel Deprez.
كان ماركس قبل كل شيء ثوريا. وكانت مهمته الأولى في الحياة المساهمة بطريقة أو بأخرى في الإطاحة بالمجتمع الراسمالي وبمؤسسات الدولة التي جلبها معه وكذلك المساهمة في تحرير البروليتاريا الحديثة الذي كان أول من جعلها تعي بموقعها وحاجاتها وتعي بشروط تحررها. لقد كان الكفاح أمرا أساسيا بالنسبة له فكافح بحب وعزم ونجاح لا ينافسه فيهم إلا قليلون. وكان عمله في الجريدة “الرينانية الأولى” 1842 وفي “إلى الأمام” الباريسية 1844 Vorwarts – وفي جريدة “البروكسالي” Brussler الألمانية 1847 وفي “الرينانية الجديدة” 1848-1849. وفي “التريبيون” النيويوركيةNew York Tribune 1852-1861. وبالاضافة إلى ذلك إشرافه على نشريات نضالية وعمله في منظمات في باريس وبروكسال ولندن وأخيرا توج كل ذلك بتكوينه جمعية الرجال العاملين العالمية. كان ذلك انجازا بإمكان محققه أن يفخر به حتى ولو لم ينجز شيئا غيره.
وكنتيجة لذلك كان ماركس أفضل المكروهين وأكثر المشهَّرين بهم في عصره فقامت حكومات مطلقة وجمهورية على حد السواء بترحيله عن أراضيها وتنافس البرجوازيون من المحافظين أو من أقصى الديمقراطيين بالتشهير والثـلب لشخصه. لقد أزاحوا ماركس كما تزاح خيوط العنكبوت. لكن لم يعر ماركس اهتمامه بذلك ولم يردّ إلا عندما دعته الضرورة إلى الرد. ومات محبوبا ممجدا ونعته الملايين من العمال الثوريين من مناجم سيبيريا إلى كاليفورنيا وفي كافة أنحاء أوروبا وأمريكا.
ولمن المهم القول أنه برغم خصومه العديدين فبالكاد كان له عدو شخصي واحد.
سيخلد إسمه على مر العصور وكذلك أعماله !
Vorwarts: جريدة جذرية – راديكالية – للاشتراكيين الألمان في الهجرة وكان ماركس أحد المساهمين فيها. وقد ظهرت بالألمانية في باريس سنة 1844.
اقرأ أيضا