إيران: انتخابات بدون ناخبين

بلا حدود14 يوليو، 2024

4 تموز/ يوليو 2024 بقلم باباك كيا Babak Kia

تجرى الانتخابات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية دوماً خارج صناديق الاقتراع. أدت طبعاً وفاة رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، إثر حادثة تحطم مروحية، إلى تنظيم انتخابات مبكرة، لكنها اثارت خاصة احياء التساؤلات حول خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي. لكن ذلك لا يغير من طبيعة النظام.
تظل السلطة الفعلية بيد المرشد الأعلى والملتفين حوله وحراس الثورة. لم يصادق مجلس صيانة الدستور إلا على قائمة تضم ستة مرشحين من أصل ثمانين تقدموا بأوراق ترشيحهم لخوض الانتخابات.
جولة انتخابية أخرى لثاني مرة في تاريخ إيران
لم يحصل علي لاريجاني، رئيس البرلمان سابقاً، ومحمود أحمدي نجاد، رئيس الجمهورية سابقاً، على تصريح بالترشح. وبالمثل، استبعد المرشحين الرئيسيين مما يسمى بالتيار «الإصلاحي».
من ناحية أخرى، صادق مجلس صيانة الدستور على ترشيح محمد باقر قاليباف، عمدة بلدية طهران سابقاً، ورئيس البرلمان سابقاً، والمشهور بالفساد واختلاس أموال ضخمة، وكذلك ترشيح سعيد جليلي، المحافظ المتشدد، ورئيس التفاوض في الملف النووي سابقاً، وأحد ممثلي المرشد الأعلى في مجلس الأمن القومي، وداعية إلى نظام أكثر صرامة، خاصة فيما يتعلق بالشارع والمرأة. يواجه هذين المرشحين، محمود بيزشكيان الذي يمثل التيار «الإصلاحي». ويحظى بدعم الرئيسين السابقين روحاني وخاتمي.
تأهل المرشحان محمود بيزشكيان وسعيد جليلي لخوض الجولة الثانية من الانتخابات. تجاوز المرشح «الإصلاحي» منافسه بما يناهز مليون صوت. وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تشهد خوض جولة ثانية في تاريخ الانتخابات الرئاسية. دعا قاليباف ناخبيه بعد حصوله على المركز الثالث، للتصويت لصالح جليلي يوم الجمعة 5 تموز/يوليو 2024.

“لدينا النتائج، لكن نفتقد الناخبين” 
تكمن المعلومات الحقيقية في مكان آخر. شهدت الجولة الأولى من التصويت نسبة امتناع قياسية، ما يمثل رفضًا جماهيرياً من جانب السكان.
تُظهر النتائج الرسمية أن نسبة المشاركة على المستوى الوطني بلغت 39%. إذا كانت نسبة الامتناع عن التصويت أعلى في المناطق النائية، خاصة في سيستان-بلوشستان وكردستان، فإنها كذلك في طهران الكبرى، حيث لم تصل نسبة المشاركة حتى نسبة 25%. وحتى في مدينة قم المقدسة لم تتجاوز نسبة المشاركة 25%… ويجب أن نضيف إلى ذلك نسبة الأصوات الملغاة التي ناهزت نسبة 5%.
مع ذلك، يقوم الرهان الرئيسي بالنسبة للمرشد، علي خامنئي، والشخصيات البارزة في النظام على إضفاء الشرعية على سلطتهم. بذلت السلطات كل ما في وسعها لتشجيع إقبال كبير على التصويت. حتى أنها مددت فتح مراكز الاقتراع إلى منتصف الليل.
توالت الدعوات للتصويت من أعلى المستويات الحكومية. قدمت «حوافز» كثيرة للمشاركة في التصويت. حتى في السجون، حيث تعرض المعتقلون/ات لضغوط شديدة للغاية لإجبارهم على التصويت. لكن على غرار نرجس محمّدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام والنقابيين المسجونين، دعا معتقلو/ات الرأي إلى مقاطعة الانتخابات.
يعرف شعب إيران أن الانتخابات في بلدهم ليست سوى صُورَةٌ كارِيكاتُورِيَّة للديمقراطية. هناك نكتة شعبية عن السلطة تقول: «لدينا النتائج، لكن نفتقد الناخبين».
استفتاء ضد الجمهورية الإسلامية
بعد مرور عام على انتفاضة «المرأة والحياة والحرية»، وفي سياق متسم بأزمة اقتصادية عميقة وقمع مستمر، تعد هذه المشاركة في الانتخابات استفتاء ضد الجمهورية الإسلامية. لدى شعب إيران هدف واحد وحسب: وضع حد للديكتاتورية الرأسمالية والدينية المتمثلة في الجمهورية الإسلامية في أسرع وقت ممكن. أوضحت حركة «المرأة والحياة والحرية» معالم الطريق. سيتحقق التغيير الاجتماعي والسياسي عبر التعبئة الجماهيرية للشباب والنساء والأقليات القومية والعمال/ات والعاطلين/ات في الشوارع ومواقع الدراسة وأماكن العمل.

نشر في موقع الانيكابيتاليست l›Anticapitaliste في 4 تموز/يوليو 2024
رابط المقال
https://lanticapitaliste.org/actualite/international/iran-une-election-sans-electeurs

ترجمة جريدة المناضل-ة 

شارك المقالة

اقرأ أيضا