حوار مع مناضل نقابي من تيزنيت الحراك الأخير بقطاع التعليم
كيف كانت بداية الحراك التعليمي بإقليم تزنيت
كانت بداية الحراك التعليمي بإقليم تزنيت استجابة لدعوة لتجسيد إضراب وطني في قطاع التعليم يوم 5 أكتوبر 2023. قاربت نسبة المشاركة فيه%50. تلته نقاشات همت بالأساس كيفية مواجهة تمرير النظام الأساسي الجديد الخاص بموظفي التعليم. انصبت النقاشات حول التراجعات الخطيرة التي جاء بها (إضافة مهام جديدة عقوبات خطيرة غياب زيادات في الأجور، لاحلول لملفات بعض الفئات… إلخ).
نتج عن النقاشات في المؤسسات وفي مجموعات التواصل الاليكتروني الانتظام في التنسيقيات المشكلة في حينه. انضم أساتذة- ات الثانوي إلى تنسيقية الثانوي التأهيلي، بينما توزع أساتذة- اتالثانوي الإعدادي والابتدائي بين التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم (خاصة الساخطين- اتعلى النقابات) والفرع المحلي للتنسيق الوطني لقطاع التعليم(الذي ضم الجامعة للتعليم- التوجه اليمقراطي وتنسيقية المفروض عليهم/هن التعاقد والزنزانة 10 والمقصيين من خارج السلم وأصحاب الشواهد العليا، وتنسيقيا أخرى).
بالنسبة للتنسيقية الموحدة دعت إلى عقد جموعات عامة بالمؤسسات وانتخاب منسيقيها وانتدابهم لحضور الجمع العام الأول للمنسقيين قصد هيكلة الفرع المحلي وانتخاب المنسق الإقليمي. أما التنسيق الوطني المهيكل أصلا (تجميع منسقي الفئات إضافة إلى الفرع المحلي لجامعة التوجه الديمقراطي) فبادر إلى انشاء مجموعة واتساب مفتوحة لشغيلة الإقليم.
كيف جرى تنظيم النقاشات
بالنسبة للثانويات كان ذلك عبر الجموع العامة الحضورية، حيث يجري التداول في المستجدات وفي كيفيةتجسيد أشكال النضال (الوقفاتوالمسيرات والإضرابات…) عبر النقاشوابداء المقترحات والتصويت بشكل مباشر. أما بالسبة لغالبية الإعداديات والمدارسالابتدائية خاصة المتواجدة خارج المدار الحضري لمدينة تزنيت. فكانتالنقاشات تجري عبر مجموعات التواصل الاليكتروني.
في المؤسسات التي تعقد جموع عامة مباشرة، كانت النقاشات حضورية.وكانت هناك رغبة جارفة للنقاشات. أبان الأساتذة- ات عن رغبة كبيرة للفهم، وتبادل للمعلومات والتجارب، مع اختلاف واضح في وجهات النظر.
النقاشات كانت على العموم إيجابية ومفيدة.عكس المؤسسات التي تعقد جموعها العامة عبر مجموعات التواصل الاليكتروني والتي يكون الأمر فيها منحصرا على تقاسم بيانات التنسيقيات والمستجدات والإجابة على الاستبياناتالاليكترونية مع شبه انعدام للنقاش والتفاعل .
هل لوحظ اسهام متميز للمفروض عليهم / هن التعاقد بحكم تجربتهم / هن
جاء الحراك التعليمي مباشرة بعد هزيمة معركتهم /هن في مقاطعة تسليم النقطومسكها بمنظومة مسار مطلع سنة 2023 . وما خلفته من آثار نفسية (إحباط واستياء من طريقة تدبير التنسيقية لتلك الخطوة) وما تلاها من إجراءات عقابية إدارية (مجالس تأديبية، توبيخات،إنذارات…) ومادية (اقتطاعات مالية كبيرة من الأجور) فكان انضمامهم /هن بداية بشكل حذرثم متصاعد مع توالي الأيام ولوحظ انقسامهم في الانضمام بين تنسيقيتهم /هن والتنسيقية الموحدة(جزء يجسد إضراب 4 أيام الذي تدعو له التنسقية الموحدة، وجزء آخر يجسد إضراب 3 أيام الذي يدعو له التنسيق الوطني لقطاع التعليم) وقلة قليلة جدا لم تشارك أصلا في الحراك كما لوحظ غيابهم شبه التام في نقاشات مجموعة واتساب التنسيق الوطني المحلية. فحجمهم العددي بالاقليم وتجاربهم منذ 2018 لم تكن لها مساهمة واضحة في الحراك، عدا مشاركتهم في تجسيد أيام الاضراب والمشاركة في الوقفات والمسيرات الإقليمية
مادور النساء إقليميا
تميز الحراك التعليمي إقليميا بمشاركة وازنة للنساء (نصف الشغيلة نساء) حيث شاركن بحماس وإصرار في تجسيد جميع المحطات النضالية من مشاركة في الإضرابات والوقفات والمسيرات. غير أن حضورهن في نقاشات الجموع العامة والتقدم للترشيح وتحمل المسؤوليات كمنسقات للمؤسسات كان باهتا. وهذا متوقع بالنظر لإرث السنوات الماضية (حيث كان حضورهن في تقلد الأدوار القيادية في الأجهزة النقابية منعدما وشكليا لتبرير التمثيلية النسائية فقط). إضافة الى دور التنشئة الاجتماعية التي استبطنتها النساء من أن الأدوار القيادية من اختصاص الذكور.اضافة إلى إكراهاتهن الأسرية التي تعيقهن وتكبحهن من الانخراط في العمل النقابي. كلها أمور غيبت طرح المطالب النسائية المهنية في الملفات المطلبية، مما فوت الفرصة مرة أخرى للاشتغال مع فئة مهمة من المتعلمات الأجيرات دعويا وتحريضيا برؤية نسوية تقدمية مع تسجيل تغييب مؤسف لمربيات التعليم الأولي وعاملات النظافة في نقاشات ومطالب الحراك (ظروف عملهن،أجورهن ساعات، عملهن ترسيمهن، عدم التصريح بهن في الضمان الاجتماعي…).
كيف تدخلت القيادات النقابية إقليميا
بالنسبة للفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراطي: انخرط ميدانيا في التعبئة في تنظيم الوقفات والمسيرات المحلية. وكان لمناضليه مساهمة واضحة إلى غاية توقيع محضر 26 دجنبر 2023. بالنسبة للنقابات الأخرى توارت عن الأنظار وبقيت متابعة للحراك (لم تؤثر لا إيجابا ولاسلبا) مع تسجيل انخراط مناضليها(بشكل مستقل عنها) في تجسيد كل المحطات النضالية ومساهمتهم بتجاربهم السابقة في إنجاح تلك المحطات.
ماهي الصيغة التي توقف بها الحراك وهل كانت موضوع قرار جماعي ديمقراطي
بعد توقيع محضر 26 دجنبر 2023 والتحاق قيادة الجامعة الوطنية للتعليم بقيادات النقابات الأربع الموقعة. انسحب فرعها المحلي ميدانيا والتحق مناضلوه بالاقسام، إضافة إلى بروز مؤشرات على أن الحراك وصل حدوده، نظرا للإنهاك الذي أصاب الشغيلة لطول مدة الإضراب. واتضح للكثير أن الحراك وصل إلى نقطة يجب معها وقفه لالتقاط الأنفاس لفهم ولتقييم اللحظة والتفكيرفي صيغ مناسبة ثم العودةلمواصلته. عكست الجموع العامة بالثانويات هذ الطرح وصوتت الغالبية بوقف الإضراب والعودة للأقسام. انعكس ذلك أيضا في تجسيد البرنامج النضالي الأسبوعي حيث انخفضت نسبة الاضراب بالاقليم إلى 50./. فيما تشبتت البقية بتجسيد البرنامج النضالي ثم وقف الإضراب والعودة إلى الأقسام بعد المسيرة الوطنية الأخيرة.
ماذا سيكون تأثيرالحراك بنظرك على مستقبل العمل النقابي في قطاع التعليم
أحدث الحراك التعليمي رجة قوية في العمل النقابي، حيث قطع مع إضرابات اليوم أو اليومين والمتحكم فيها من فوق،إلى عمل قاعدي مستند على جموعات عامة بمقرات العمل. وانتخاب منسيقين للمؤسسات التعليمية. والنزولإلى الشوارع بتنظيم مسيرات حاشدة محلية وجهوية ووطنية غير مسبوقة. ورغم أن الحراك شابته نواقص كثيرة (ذاتية وموضوعية)، ولكن سيكون لدروسه الأثر الكبير في قادم النضالات. ولعل أهم الدروس المستخلصة أن سياسة “التعاون المشترك” مع الوزارة هي ما انتج”نظام المآسي” وقبلها تمرير “إصلاح”/ تخريب أنظمة التقاعد. إضافة إلى وعي الحاجة إلى عمل نقابي مستقل عن البيروقراطيات الحاليةيتجاوز قطاع التعليم لتحقيق انتصار مؤكد على سياسات الدولة في قطاع الوظيفة العمومية، خاصة بعد أن اتضح لغالبية شغيلة القطاع مدى ارتهان سياسات البلد باملاءات المؤسسات الدائنة الدولية.كما أن معركة التصدي لتمرير نظام الماسي التي انتزعت مكاسب مادية (لم تكن واردة في سياسات الحكومة) أكد أن النضال الكفاحي وحده السبيل لصد التعديات وتحقيق المطالب.
دروس ينبغي العمل الجدي لاجرأتها إلى مهام استعدادا لقادم هجمات الدولة. خاصة ضد “اصلاح” التقاعد وقانوني النقابات والإضراب.مهام مطروحة باستعجالية أمام طلائع الحراك واليسار النقابي الكفاحي.
اقرأ أيضا