أوضاع شغيلة ما يسمى “الانعاش الوطني”: في مقابلة مع المناضلة فاطمة ادريسي الكاتبة الوطنية للنقابة الوطنية لعمال وعاملات الانعاش الوطني- الاتحاد المغربي للشغل
عشرات العاملات والعمال يجري استغلالهم بنظام استعباد قاس يسمى الانعاش الوطني وهو لم ينعش حتى شغيلته. انهم فئة عمالية من الأشد تعرضا للاستغلال وانكار الحقوق، لكنهم ايضا فئة مناضلة لا تقبل الخنوع والاستعباد. لالقاء اضواء على واقعهم استجوبت جريدة المناضل-ة الكاتبة الوطنية للنقابة الوطنية لعمال وعاملات الانعاش الوطني- الاتحاد المغربي للشغل المناضلة فاطمة إدريسي كما يلي:
*جريدة المناضل-ة: من هو/هي العامل(ة) الانعاشي(ة)؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: عامل (ة) وعاملة( ة) موظف(ة)موظفة(ة) الانعاش الوطني مواطنون من الدرجة الثانية او يمكن اعتبارهم بدون درجة في وطنهم ، يشتغلون داخل وخارج الادارات المغربية تابعون مباشرة لوزارة الداخلية موزعون في كل الوزارات موكلة لهم جميع المهام بدون استثناء
*جريدة المناضل-ة: كم يبلغ عددهم؟ توزيعهم حسب الجهات والاقاليم؟ حسب الادارات ؟ حسب المهام؟ توزيعم حسب السن، حسب النوع؟….
*المناضلة فاطمة إدريسي: بالنسبة لعدد عمال وعاملات الانعاش الوطني عددهم يبقى مبهما بفعل بطائق الريع التي تنخر ميزانيته تارة يقولون بتقدير وزارة الداخلية 70 الف تارة اخرى يقدرونهم ب 40 الف لكن هذا التقدير هو تقدير للبطائق التي تخرج من المندوبية العامة للانعاش الوطني تحت اشراف وزارة الداخلية ومن هنا وجب التفريق بين بطائق الانعاش كريع وبطائق الانعاش كمناصب شغل تستغل فيه هذه الشغيلة ابشع استغلال باجر زهيد وقدره 1500 درهم وبدون اي حق من الحقوق الشغلية المتعارف عليها دوليا ومحليا .
عمال الانعاش الوطني منتشرون وموزعون في كل جهات المملكة في كل المدن والقرى والنسبة الكبيرة من المشتغلين متمركزين في الدار البيضاء والرباط( اعني من يشتغل ) اما عن بطائق الربع فلا تخلو مدينة من بطائق الريع لكن النصيب الاكبر متمركز في الصحراء
مهام من يشتغل في اطار هذا القطاع فهناك فئة تشتغل خارج الادارات العمومية توكل لهم مهام البستنة والنظافة والانارة العمومية وسائقي سيارات الاسعاف…. وموظفون داخل الادارت من ذوي الشواهد العليا توكل لهم مهام آدارية مهمة كاي موظف رسمي في وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة المالية ووزارة العدل ووزارة التجهيز ووزارة التربية والتعليم وكي لا ننسى احدا فلا يمكنك ان تلج اي وزارة دون ان تجد فيها عامل وموظف الانعاش الوطني بدون استثناء
عامل وموظف الانعاش الوطني يدخل ميدان الشغل من ريعان شبابه ويقبع فيها للممات كونهم محكوم عليهم بالمؤبد لا سقف محدد للسن يعني بالدارجة” خدم حتى تموت”…
*جريدة المناضل-ة: ما هي النقابات المهنية والحمعيات … التي يتنظم ن فيها؟ وفي اطار يتواحدون بكثرة؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: بالنسبة لعمال وعاملات الانعاش الوطني جانب الخوف والترهيب والتهديد الذي يتعرضون له من قبل الرؤساء كونهم انعاش وطني و”مكتوبين بالطباشير” مثلما تعودوا ان يسمعوا من رؤسائهم جعلهم لا ينتظمون تحت اي تجمع سواءنقابي او جمعوي او تنسيقي حتى، مخافة ضياع دالك المورد البسيط الهزيل للعيش لكنهم مؤخرا قاموا بتاسيس نقابة وطنية خاضت معارك عدة من 2018لحد الساعة لكن بالمقابل ورغم الانتهاكات الجسيمة التي تم كشفها تجاه حقوق هذه الفئة لكن تقابل بتجاهل تام من قبل وزارة الداخلية
*جريدة المناضل-ة: هل لهم تأمين عن الانراض المهنية؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: 0 حقوف 100%واجبات لا تامين ولا تغطية صحية
*جريدة المناضل-ة: ما هي الامراض الاكثر انتشارا في صفوف الانعاشيين؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: امراض مزمنة : سكر ،ضغط، سرطان ضف على ذلك امراض نفسية جراء الحكرة والتنقيص من شانهم والنظرة الدونية الملصقة بهم سواء من رؤسائهم المباشرين او من بعض زملاء المكاتب ( هذاك غا انعاشي عطيه يخدم)جوكير الادارات المغربية
*جريدة المناضل-ة: هل لديهم تأمين عن حوادث السغل؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: هناك مراسلة من وزارة الداخلية عن التامين عن حوادث الشغل كتابية لكن لا تطبيق على ارض الواقع لا تامين وآن اصبت بحادثة شغل لك الله
*جريدة المناضل-ة: هل مسجلون في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: لا ضمان اجتماعي
*جريدة المناضل-ة: في أي سن يتم تشغيلهم؟ وبناء على أية مقاييس؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: السن يبدأ من 18 سنة للممات ان لم يستغنوا عنك بجرة قلم
*جريدة المناضل-ة: وفي أي سن يتقاعدون؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: لا تقاعد هناك من وصل 70 ولا زال مجبر على الحضور، إن لم تحضر تقطع عنك تلك الدريهمات
*جريدة المناضل-ة: ماهي الخدمات الاجتماعية والصحية والمنافع العينية أو النقدية والاجتماعية التي يستفيد منها عاملات وعمال الإنعاش؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: لا يستفيدون من شيء
*جريدة المناضل-ة: ما هي المنح التي تستفيدون منها؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: لا منح
*جريدة المناضل-ة: كيف هي ظروف تشغيلهم ؟ وفترة التشغيل (نهاراً، ليلاً) وخلال نهاية الأسبوع؟ وعدد ساعات العمل؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: ظروف اكيد مزرية خصوصا عمال النظافة من ناحية الالبسة والتعقيم والاحذية، الشغل طيلة ايام الاسبوع ولا ساعات محددة زمن السخرة والعبودية لازالت تمارس على هذه الفئة وفي الادارات يشتغل موظفو الانعاش الوطني ساعات اضافية دون اي تعويض في الانتخابات ،الحج اي كارثة طبيعية او غير طبيعية ضربت البلاد كخلايا اليقضة في الجفاف وككورونا مثلا اكبر كارثة تعرض لها الوطن والعالم وكان عمال وموظفو الانعاش الوطني من المرابطين في الصفوف الامامية لساعات غير محددة وفالاخير دون اي تعويض
*جريدة المناضل-ة: كيف ينظر عاملات وعمال الإنعاش لأنفسهم؟ وكيف ينظر لهم المسؤولون عنهم في العمل؟ وكيف ينظر لهم رفاقهم من العاملات والعمال معهم في العمل؟ وكيف ينظر لهم المجتمع ككل؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: نظرة انكسار وحكرة واحتقار من الجانب الانعاشي ونظرة دونية وتحقير واستعلاء من كل الجوانب الاخرى.
*جريدة المناضل-ة: ما هي مطالب عاملات وعمال الإنعاش؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: تسوية الوضعية الادارية والمالية بالادماج المباشر في الوظيفة العمومية دون قيد او شرط كل في المكان الذي اعطى ولا زال يعطي فيه مع احتساب الاقدمية او خلق نظام اساسي يحترم كل قوانين الشغل المعمول بها دوليا ووطنيا
*جريدة المناضل-ة: وهل من ضمنها مطالب خاصة بالنساء؟ خاصة النساء خلال الحمل والرضاعة؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: عندما نقول الادماج في الوظيفة العمومية او خلق نضام اساسي فهذا يعني التعامل بالقوانين وتمكين الشغيل من كل حقوقه الشغلية ومن ضمنها رخصة الوضع ومنحة الولادة التي وللاسف المرأة الانعاشية محرومة منها وكانها ليست كباقي النساء 3 ايام فقط كاجازة وضع دون اي منحة ومفروض عليها الرجوع لمكانها والا سيشطب عليها فهل هناك تحقير وحكرة اكثر من هذا
*جريدة المناضل-ة:هل يستفيد الإنعاشي(ة) من العطل ومن الحق في الرخص كباقي رفيقاته ورفاقه في العمل؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: بالنسبة للعطل “انت وزهرك” يعني آن صادفك الحظ مع رئيس مباشر يراعي الله فقد يمكنك من 15 يوم وان كان يرأسك من لا رحمة ولا شفقة في قلبه يقول لك “انت غا انعاشي “لا حق لكم فالعطل
*جريدة المناضل-ة: ما المطلوب في تنظيم عاملات وعمال الإنعاش لصفوفهم للنضال جميعهم حتى يتمكنوا من إسماع صوتهم، وانتزاع مطالبهم؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: الاتحاد والتكتل حول بعضهم البعض تحت اي تنظيم باي مسمى المهم هو تنظيمهم واتحادهم وايمانهم بقضيتهم العادلة وانهم اصحاب حق فلا يعقل ان يشتغل الشخص لازيد من 20و 30 و40 سنة متواصلة دون انقطاع في القطاع العام ويحرم من كل الحقوق الشغلية ويصطف كل اخر شهر في طوابير تزيد من معاناتهم وماساتهم لياخدوا 1500درهم
*جريدة المناضل-ة:في كلمة أخيرة؛ هل انت متفائلة في تسوية عادلة و…. قريبا لوضعيتكم؟
*المناضلة فاطمة إدريسي: املنا في الله سبحانه وتعالى وفي صاحب الجلالة نصره الله ومتعه بالصحة والعافية ان ينظر بعين الرحمة والرأفة لهذه الفئة من ابناء شعبه الاوفياء لتسوية هذا الملف بصفة شمولية ونهائية وطي هذه المعاناة التي عمرت طويلا والتي لا تشرف وجه المغرب الجديد.
من ناحيتنا كنقابة وطنية لعمال وعاملات الانعاش الوطني عرفنا بالملف ومايشوبه من انتهاكات و خضنا معارك نضالية عديدة قرابة الخمس سنوات ولازلنا في الساحة النضالية ولن نتنازل عن حقنا المشروع لحين تحقيق المطالب وراسلنا جهات عدة من وزارات وجمعيات حقوقية وراسلنا الحكومة سواء السابقة او الحالية ووسيط المملكة على امل الانصاف لكن نقابل دائما بالتجاهل عملنا ندوات صحفية للتعريف بالقطاع ودهاليزه ونامل ان تتحرك القلوب الرحيمة لوضع حل نهائي وجدري ولفائدة هذه الشغيلة التي خدمت ولا زالت تخدم وطننا الحبيب لانه لا يعقل وفي ظل التغييرات التي يعرفها المغرب و الارتفاع الصاروخي للاسعار وانصاف شرائح عدة في المجتمع المغربي ان يبقى ملف الانعاش الوطني بدون حل وشغيلته بدون إنصاف إن لم يستطع صاحب 5000 درهم مواكبة غلاء الاسعار ويطالب بزيادة 2500 درهم فما فوق فما عساه ان يفعل من اجره 1500 درهم……..
=====================================
لا نستعطف قاهرينا… بل نَنْشُد تضامن طبقتنا
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
هذا ما قاله قبل عقود الشاعر أحمد شوقي، تعبيرا عن حقيقة أدركها بالتجربة كل من له مطالب من ضحايا الظلم. الظلم متنوع الأشكال في النظام السائد على وجه البسيطة: النظام الرأسمالي، مستغل الشغيلة، مضطهد النساء و الأقليات ومدمر البيئة الطبيعية.
مع ذلك ما زال منتشرا بين ضحايا القهر الطبقي اعتقاد أن طلب رحمة الظالمين قد يؤتي حقوقا ضائعة، أو يعيد مكاسب عصفت بها الهجمات البرجوازية.
ويعج فضاء انترنت بفيديوهات ومقالات بها كم هائل من نداءات الاستعطاف الموجهة الى الدوائر العليا. نداءات تطلب الرحمة من الجهات نفسها التي تسببت في المعاناة .
الدافع إلى طلب رحمة الظالمين هو الإحساس بالضعف، وعدم القدرة على انتزاع المطالب. وهذا الإحساس ناتج عن نقص التثقيف الطبقي في منظماتنا النقابية، نقص يجعلنا نبحث عن مصدر لتحقيق مطالبنا خارج قوتنا، المتجسدة في وحدتنا. العقلية الانعزالية، القطاعية والفئوية، التي كرستها القيادات البيروقراطية، لأغراضها الخاصة، تدمر إمكانات تطور الروح الطبقية في النقابات، تلك الروح التي تجعل شغيلة أي قطاع يعولون على التضامن الطبقي لا غير.
لا نخاطب من هم فوق، مدركين أن ما يصدر عنهم من نوايا كاذبة لتحسين أوضاعنا هو ذاته جزء من حربهم علينا، ذلك الجزء الرامي إلى شل ارادة الكفاح لدينا بالوعود والكلام المعسول.
نحن نخاطب من هم وهن معنا هنا في أسفل المجتمع: طبقتنا، الطبقة العاملة، وسائر الفئات الشعبية الكادحة المقهورة من نفس النظام الذي يقهرنا.
ختاما، لو كانت مشاكل الطبقة العاملة وسائر المقهورين تحل بالتماس عطف الذين في فوق، لحلت منذ زمان، ولما غرقنا، نحن جيل اليوم، في كل هذا الركام المرعب من المشاكل.
فإلى الكفاح فلا منقذ سواه….
م. جديد
اقرأ أيضا