“صندوق المقاصة، التقاعد، الخدمة العمومية، الإضراب مكاسب عمالية وشعبية يجب الدفاع عنها”
“صندوق المقاصة، التقاعد، الخدمة العمومية، الإضراب مكاسب عمالية وشعبية يجب الدفاع عنها” للتحميل
————————–
منشورات المناضل-ة: ماي 2013
صدر ضمن منشورات المناضل-ة كتاب بعنوان: “صندوق المقاصة، التقاعد، الخدمة العمومية، الإضراب: مكاسب عمالية وشعبية يجب الدفاع عنها”، مايو 2013. وفيما يلي مقدمة الكتاب.
منذ سنوات طوال، والدولة، في المغرب، تشن غاراتها على مكاسب تاريخية للشعب المغربي تم انتزاعها انتزاعا بتضحيات جسام. من تلك المكاسب صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد والحرية النقابية والخدمة العمومية… وهي المكاسب المستهدفة حاليا بأقوى التعديات للإجهاز عليها نهائيا.
وما يجري حاليا من تطبيل لما تسميه الدولة إصلاحا لصندوق المقاصة القاضي بإلغائه وتعويضه بالدعم المباشر للفقراء إنما هو سعي لإقبار هذا المكسب التاريخي عملا بتوصيات مؤسسات الامبريالية خدمة لمصالح رأس المال الخاص الذي توصي تلك المؤسسات عينها بدعمه بالأموال وبالإعفاءات والمزايا الضريبة وغيرها من الأشكال. إنه تشريع لنهب الثروة الوطنية وعرق وشقاء العمال والطبقات الشعبية في عملية استغلالية تقود لكوارث جمة على صعيد حياة البشر، والشيء نفسه هو هدف تفكيك أنظمة التقاعد، والهجوم على النقابة العمالية كمنظمة كفاح طبقي، وعلى سلاح الإضراب الذي يشكل إحدى أهم أشكال الكفاح بيد العمال، أما الهجوم على الخدمة العمومية فهو هجوم على القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة الشعبية لصالح أرباح الرأسمال وتراكمها.
في السابق لم تملك الدولة الجرأة الكافية لشن الهجوم النهائي على تلك المكاسب، مع أنها استفادت دوما من مساعدة تلاوين حكومية متنوعة، منها حكومة عبد الرحمان اليوسفي. لقد انتهت أحزاب المعارضة التاريخية إلى تبني الليبرالية الجديدة وتعدياتها، وتواطأت بشكل مكشوف مع الدولة، حتى صار صعبا تمييزها عن الأحزاب الموالية للنظام تاريخيا.
بعد ما جرى من حراك نضالي غير مسبوق، مع حركة 20 فبراير، ونجاح الدولة في الالتفاف عليه، وتمرير استحقاقاتها الدستورية والانتخابية، وتنصيب حكومة واجهة برئاسة العدالة والتنمية، تعود الدولة شيئا فشيئا للسرعة القصوى في شن غاراتها، واستهداف ما تبقى من مكاسب تاريخية. بالرغم من ذلك لا تزال مترددة لان ما ستقدم عليه متفجر للغاية. فهل ستملك ما يكفي من الجرأة للقيام بذلك؟ وهل سيتم إنزال هزيمة تاريخية بعمال المغرب ومضطهديه؟! وأبعد من ذلك هل سيتفرج عمال المغرب ومضطهدوه على مكاسب تاريخية تدمر، أم أنهم سيتحركون لوضع حد لهذا الوضع المزري الذي يلقى إليه كادحو المغرب.
مررت الدولة، حتى الآن، جملة من التعديات أضعفت كثيرا مكاسب العمال والأغلبية الشعبية المقهورة، وقضت على حقوق أساسية منها جودة التعليم والصحة والسكن والشغل والبنية التحتية الاجتماعية المتنوعة من كهرباء وماء صالح للشرب وقنوات الصرف الصحي وفضاء الترفيه العمومي… وهي الآن بصدد شن غاراتها النهائية. قامت بكل ذلك بإضعاف تدريجي لمقاومة العمال وجماهير المضطهدين عبر نشر الهشاشة وعدم استقرار شروط العمل والحياة، وبواسطة هجوم إيديولوجي سخرت له كل إمكانات الدولة، وأيضا بواسطة القمع والمحاكمات والاغتيال و… وكذا بترويض المعارضة وكسب تعاونها، وبدمج قمم النقابات التي استشرى بها التبقرط. لم تمر تلك التعديات دون مقاومة، فالعمال وجماهير الكادحين لم يبقوا مكتوفي الأيدي، غير أن مقاومتهم كانت معزولة ومفككة وضعيفة التنظيم والوعي، ولم تنفع قتاليتهم العالية في تلطيف تلك المعيقات الذاتية التي دون تخطيها لن تتاح إمكانات الانتصار الضرورية وحتى لو كانت جزئية.
هذه الغطرسة والعدوان الدائمين لن يوقفهما غير مزيد من تقوية النقابات العمالية، وتوطيد علاقات التعاون بينها، ومع باقي الحركات المناضلة، من معطلين بمختلف فئاتهم، وتعبئات بالأحياء وبالمناطق القروية المهملة. قوة التصدي والمقاومة موجودة لكنها مشتتة، يجب جمعها وتقويتها نوعيا بنشر وعي طبقي كامل يتيح للعمال والعاملات فهم حقيقة نظام الاستغلال الذي يقهرهم، وتعلم مناهج النضال الديمقراطية التي تضع مصيرهم بين أيديهم، وتعزز تضامن مختلف مكونات طبقتهم ومع الطبقات الشعبية الأخرى.
إن التماس “الحوار” من البرجوازية و دولتها دون بناء ميزان قوى لم يؤت، ولن يؤتي، نتيجة ايجابية، لأن من يستغلنا ويقمعنا متمسك بمصلحته الطبقية المناقضة على طول الخط لمصالح طبقتنا، ولن يتنازل إلا مرغما بكفاحنا. إن شن الغارة النهائية على مكاسب تاريخية هامة عملية شائكة وشديدة الحساسية من الناحية السياسية. من شأن ذلك أن يؤجج الوضع الاجتماعي المتدهور أصلا، وقد يسفر عن بداية عملية تغيير حقيقي يقضي على الفقر والهشاشة الاقتصادية، ويوسع الحماية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية، ويرسي الكرامة الإنسانية والتحرر الكلي من قيود الاستبداد والاستغلال. حتى الآن هذا ما يشل هجوم الدولة ويقوي ترددها.
نضع بين أيدي القراء، بخاصة المناضلين اليساريين والنقابيين، هذا الانتقاء من مواضيع صدرت بجريدة المناضل-ة حتى الآن، وهي تتناول بالعرض والنقاشات وتتلمس سبل المقاومة الضرورية، أوجه التعديات التي تقودها الدولة ضد مكاسب تاريخية هامة للغاية لحياة الناس ورفاهيتهم. كل تلك المكاسب رافعة فعلية للقدرة الشرائية لجماهير العمال والمقهورين، ينبغي فعلا تحصينها والعمل على توسيع منافعها.
يمكن الحصول على نسخ من الكتاب، من موزعي جريدة المناضل-ة، أو الاتصال بمدير النشر:
الهاتف: 0641498060
البريد الالكتروني:mounadila2004@yahoo.fr
اقرأ أيضا